تقع القلعة في منطقة الميادين والتي تبعد عن دير الزور 40 كم واليها ينتمي السكان الأصليون للميادين فيكنون أنفسهم بـ الرحبي أو القلعيين، وقد وصفها الرحالة إلوا موسيل في القرن التاسع عشر قائلا:
التل محاط بسور حجري متين أنشئ عليه طريق متعرج يوصل إلى القصر. أما مواد البناء التي بني منها السور فقد هدمت منذ ذلك الوقت ونقلت إلى الميادين واختفت بذلك معالم الطريق وأصبح من العسير الصعود إلى القصر ولا تزال في حالة جيدة الأقبية الواسعة المبنية بالآجر تحت أرضية القصر وجدار عال يحيط بباحة مستطيلة الشكل ويقوم في مركز هذه الباحة بناء واسع سميك الجدران بداخله باحة ثانية، وقد تهدمت جزئياً جميع هذه الجدران، أما بعضها فقد نقل بكامله، وإلى شمال تل القصر وشرقه يمكن مشاهدة بقايا أبنية قديمة من الآجر وأكوام كبيرة من قطع فخار مهشم ليست لها أهمية تذكر وتدل الحفر التي حفرت حديثاً هنا وهناك على أن التنقيب في هذه الخرائب كان يجري إما للحصول على مواد البناء أو للعثور على كنز
ويعود تاريخ الرحبة إلى الألف الثالث قبل الميلاد أسوةً بجارتها ماري ودورا أوروبس وقرقيسيا، ومن المواضع التي ورد اسمها في الكتابات الصفوية موضع رحبوت وهو الرحبة وقد ورد في نص سجله رجل اسمه حنين بن رحبوت من أهل الرحبة إنه كتب كتابه في السنة التي دار فيها قتال مع قبيلة آل حمد كما نقل الدكتور جواد العلي أن الملوك الثمانية الذين قتلتهم أسرة حمدون كانوا يقيمون في وادي سرحان عند الحدود الشرقية لحوران وفي الرحبة هذا وقد زحف الملك الآشوري شلما نصر الثالث إلى هذه الربوع مرتين متعاقبتين في السنتين 858 و857 قبل الميلاد،
وأخضع ما تبقى من المدن الآرمية ومن بينها بيت رحوب الرحبة وأخذ منها الجزية، وأعقب ذلك خرابها أي في القرن السادس قبل الميلاد تقريباً أما في اليونان والرومان الذين استولوا على هذه البلاد فإننا لا نجد شيئاً هاماً عن مدينة الرحبة لأن المدينة كانت قد خربت، أما في المصادر العربية فإن الرحبة لم تذكر إلا في عهد الأمير التغلبي مالك بن طوق العتابي المتوفى سنة 259 هـ
وتذكر رواية أبي الفدا سبب تسمية الميادين التي هي حفيدة الرحبة وبيان ذلك أن القوافل والعربات الرائحة والغادية على طريق الفرات أو القادمة من البادية كانت تسمي هذا المكان بأبرز ما فيه من آثار باقية إذ كانت تعلو أسوار الرحبة التي كانت لا تزال قائمة، أبراج عالية تشبه المآذن فكانوا يطلقون عليها بلهجتهم البدوية ذات الأصول العربية كلمة المياذين بدلاً من المآذن في قصد التخفيف من النطق.
وقد دخلت الرحبة الشامخة التاريخ الأدبي كما دخلت التاريخ السياسي فقد خلد اسمها فحول الشعراء والكتاب كأبي تمام والبحتري ودعبل الخزاعي والعتابي وأبي الشيص الخزاعي وغيرهم.