تحمل اللهجة الديرية الكثير من الكلمات التي دلت المعاجم والشعر القديم على أنها من أصل اللغة العربية الفصحى وخاصة القاف الفصيح وهي خليط من اللهجة البدوية واللهجة العراقية, حيث تم تناقلها عن طريق القبائل التي استوطنت الجزيرة الفراتية ثم حافظ عليها الأجداد والأبناء في المنطقة.
إنّ من يستمع لأهل الدير خلال أحاديثهم يجد أنهم (ربما) الوحيدون في عالمنا العربي اليوم ينطقون الحروف مفردة خارجة من مخارجها المنصوص عليها في كتب اللغويين بما في ذلك النطق بحروف الضاد والظاء والثاء والذال والقاف والجيم وتلك ميزة واضحة في أهل الدير.
ويشير الباحث جلال السناد حول القلب المكاني لبعض الحروف والتي قال عنها: يقلب أهل الدير بعض الحروف ويستبدلون مكانها في اللفظ مثل دحق بدلا من حدق، كما يبدلون بعض الحروف بمثيلاتها كأن يقولون السين صاداً فيقولون قصط بدلاً من قسط والصبخة بدل من السبخة، ويولي الديريون تاء الفاعل المتحركة أهمية كبرى في منطقتهم يقولون أكلت، شربت، كتبت، وهذا دليل على أن هذه التاء قد حافظت على مكانتها في لهجتهم، كما أن الأسماء الممدودة لا ينطقون بها إلا مقصورة فيقولون الهوا بدل من الهواء والدوا بدل الدواء والغطا بدل من الغطاء
وأضاف السناد بالقول: هناك من يقوم بالتفخيم لبعض الحروف وذلك عن طريق التغيير في النطق أي التكرار في أحد الحروف بمعنى التجسيم والتغليط لكاح بدلاً من ألقى، والكاع بدلاً من القاع، كذلك تخفف العامة المهموز الساكن مثل بير بدلاً من بئر، وسما بدلاً من سماء
وعن الظواهر الصوتية التي استساغها أهل الدير في عملية التلفظ مدرس لغة عربية: استخدم أهل الدير كلمات في تعاملهم فيقولون شعملت بدلاً من أي شيء عملت، وجيبه بدلاً من جيء به، وشكون بدلاً من أي شيء يكون، كما اعتمدت اللهجة الديرية على التسكين فلا فتحة ولا ضمة ولا كسرة ولا تنوين فيقولون سمعت، فهمت، درست، كما استخدم الأهالي لفظ أبوي وأخوي ويوم بدلاً من أمي، كما تأثرت اللهجة الديرية بالألفاظ التركية ككلمة قناق ويعني بناية، وخاشوقة بدلاً من ملعقة
وأنهى بالقول: تختلف نبرة الصوت لدى السكان في دير الزور عن باقي المحافظات فنلاحظ النبرة القوية والصوت العالي الخشن
اسماعيل النجم