تأثرت لهجة أهل الدير بالكثير من اللغات التي تقاربت معها بحكم الظروف التي فرضت عليها سواء عن طريق الغزو أو المجاورة أو التبادل التجاري والثقافي، ولعل إمالة الحروف الصعبة أبرز معالم اللهجة الفراتية.
وعن الاختلافات في طريقة النطق عند أهل دير الزور عن باقي المحافظات السورية يقول الباحث جلال السناد في كتابه المثل الشعبي ودلالاته الاجتماعية: أولها الإمالة وهو الميل الحاصل لمد الحروف الصعبة اللفظ إلى حروف أيسر لفظاً عند النطق، وفي الأغلب تكون إمالة الألف إلى الياء، فيقول العامة هناك محريث بدلاً من محراث، ومسبيح، بدلاً من مسبحة، وهيجذ، بدلاً من هكذا، وبيضنجان بدل من باذنجان، وتعود الإمالة إلى قبائل تغلب وبكر اللتين استوطنتا هذه المنطقة من قبل.
وأضاف السناد بالقول: ثاني تلك الاختلافات هي التلتلة وهي كسر حروف المضارعة فيقول العامة: تعرف تدري تكتب، وتعود إلى قبائل قضاعة، وثالثها العنعنة وهي إبدال الهمزة عيناً كأن يقول القائل سعال بدلاً من سؤال وهذه تكثر في ريف الدير
وبين السناد بالقول: هناك الكشكشة وجود صوت شين أي إبدال كاف المؤنثة المخاطبة شيناً معطشة حيث يقولون خذي كتابجي بدلا من خذي كتابك اعطاجي بدلا من اعطاكي واسمجي بدلا من اسمك وتعود إلى قبائل تغلب وربيعة التي سكنت المنطقة.
وأضاف بالقول : هناك الاستنطاء وهو جعل العين نوناً فيقولون انطي بدل من اعطي، وانطيه بدلا من اعطيه، وتعود إلى سعد بن بكر وقيس وهذيل، وفي بعض الكلمات يقومون بتسهيل الهمزة في وسط الكلام فيقولون طبايع بدلا من طبائع، وجرايد بدلا من جرائد، وهذه تعود إلى لهجة قريش، كما يضيف أهل الدير اللام الموصولية بمعنى الذي على الأفعال فيقولون اليدري واليعرف والياكل وتعود إلى لهجة تميم.
اسماعيل النجم