لم يكن الخامس من أيلول يوما عاديا بالنسبة لدير الزور وأهلها، ولم يكن أيضا بالنسبة للوطن وللعالم كله، فمن النادر أن يشهد التاريخ حدثا فاصلا كهذا ينتصر فيه الحق انتصارا مدويا ساحقا وهو منهك وجائع، بينما الباطل قوي يستخدم كل وسائله الشيطانية، ومع كل هذا فبالإيمان وعشق التراب ومن فوق وتحت التراب تم كسر رأس الباطل.
ما حدث في مثل هذا اليوم عام 2017 هو أن القوات المرابطة والمحاصرة من داعش ومن يدعمها والتي بقيت تحمي الجياع التقت عند دوار البانوراما بجحافل الجيش العربي السوري التي اكتسحت داعش وراحت تطارد فلوله المنهزمة في البوادي مسطرة حدثا هزّ العالم كله وجعله يؤمن أن للإنسان قدرات خارقة، فكيف يتمكن جيش يحارب على عشرات الجبهات وحامية مطار حوصرت أطول حصار في التاريخ الحديث من فعل هذا؟ وهم لا يعون ما يمكن للإيمان أن يفعله.
بعدما وضع أبطال الجيش العربي السوري الخامس من ايلول في سجل الأيام الخالة عبر التاريخ استطاعت دير الزور أن تنهض واقفة بقوة من جديد على شجرات نخيلها الصلبة، ونفضت بسرعة قياسية غبار التدمير والتخريب الممنهج الذي لحق بها على يد العصابات الارهابية، وكان رد فعل الجهات الخدمية خلال السنوات الاربع التي تلت كسر الحصار رداً تساوق مع حجم انتصارات الجيش البطل فسارعت وبدعم حكومي كبير إلى استعادة الخدمات الاساسية بسرعة كبيرة وتم ترميم المدارس والمراكز الصحية ومحطات المياه وشبكة الكهرباء والاتصالات والمخابز وعادت عجلة الانتاج الزراعي للدوران واخضرت الأرض بعد يباس و انتظمت صفوف الطلاب في المدارس وتم تفعيل العمل في كافة الدوائر والمؤسسات الحكومية في الريف والمدينة .
يتطلع جميع ابناء الفرات اليوم لمواصلة وتيرة العمل الجاد لإعادة اعمار ما خربه الارهاب ولا يريد الديريون مدينتهم كما كانت ، فكلهم كما كل السوريين سمعوا سيد الوطن السيد الرئيس بشار الأسد يقول خلال اجتماعه مع الحكومة الجديدة لا يجوز أن نعود بسورية إلى حيث كانت قبل الحرب ، بل يجب أن نذهب بها إلى حيث يجب أن تكون في هذا الزمن ) لذلك فالديريون شأنهم شأن كل الشعب السوري لن يكل لهم كاهل حتى تعود دير الزور وسورية أفضل مما كانت، وبمناسبة اليوم العظيم يوم الخامس من أيلول، كل عام وسيد الوطن السيد الرئيس بشار الأسد بألف خير وكل عام وجيشنا الباسل وقواتنا المسلحة وسورية كلها بشعبها وقيادتها بألف خير.