لماذا الحساب المفتوح؟

 

بداية يرى الكثير من العقلاء ويستشرفون بقراءة أقرب للواقعية أن الدبلوماسية مع من لا يقيم وزناً لأي قانون دولي أو ضابط أخلاقي غير مجدية إن لم تكن عقيمة أساساً، ونقول أساساً لأن المقاومة استندت على هذا الأساس حين أعلنت الخروج من حالة الإسناد إلى الحساب المفتوح، ورأت وهي التي على الأرض وتعرفها شبراً فشبراً من كل النواحي أن توسيع الرقعة وسحب العدو المغرور إلى الفضاء المفتوح هو السبيل إلى تسريع إنهاء ضربات الجبان والخائف التي يعاني منها لبنان.

تعرف المقاومة أن ضربات الجبان والخائف أشد فتكاً من ضربات الشجاع الواثق من نفسه، فالخائف يضرب دون هدى يميناً وشمالاً، لا يميز أهدافه فما بالك إن كان هذا الخائف عديم الأخلاق ويعتقد أنه مسنود من أقوى قوة في العالم كطفل مدلل؟

تقرأ المقاومة بدقة جميع الملفات وتتصرف بحنكة لا مثيل لها، إنها حرب الواجب حتى وإن كنا مكرهين عليها فلا بد منها، هكذا يقول لسان حال المقاومة، وهي حتى هذه اللحظة متفوقة على العدو في كل شيء، في التكتيك والاستراتيجية، في الهجوم والتصدي وفرض الإيقاع على الساحات، لن يعود المستوطنون مهما فعلتم وهو تحد ثابت حتى تخضعوا أنتم للشروط وليس نحن، سيبقى شمالكم قفراً خالياً لا تسمع فيه إلا أصوات صواريخنا وصياح جنودكم وبكاؤهم، وإذا قررتم التقدم فأهلاً بكم إلى الجحيم الذي تعرفون أنه بانتظاركم لذلك لن تتقدموا إلا بركب مرتجفة وجباه مطأطئة تسيل عرقاً.

الحساب المفتوح هو الحل إذاً لقضية عالقة تأخر حلها ثم جاءت على رجليها كما يقال، والمقاومة تتدرج بالرد الذي وصل الآن لجميع المناطق من شمال العدو إلى جنوبه إلى قلب عاصمته، إلى كل قواعده وموانئه ومطاراته، بينما تبقي المقاومة المدنيين خارج الحساب حتى الآن رغم أن العدو لم يميز بين مدني ومقاوم، ولكن مع التأكيد أن أمد الصبر لن يطول إذا ازداد التمادي وضربات الجبان الخائف.

محمد الحيجي

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار