رسالة قوية تخرج من قمة الرياض إلى العالم، رسالة جسدها حضور السيد الرئيس بشار الأسد رئيس قلعة المقاومة الذي أكد على أن الرسائل تحتاج إلى آليات لتطبيقها على الأرض وهو فصل الخطاب، فالمجرم لا يفهم لغة القانون بل يذعن لتطبيقه، ودارت جميع مواقف العرب في الرياض داخل محراب الرئيس الأسد، حيث فرضت المقاومة إيقاعها القوي بصمودها الأسطوري رغم حرب الإبادة الجماعية والتهجير ضد المدنيين العزل والأبرياء في فلسطين ولبنان.
إبعاد الكيان الصهيوني عن المحافل الدولية شكل رسالة قوية، وجوهر الكلام ما قل ودل مما قاله الرئيس الأسد حول أن أقل واجبات العرب في نطاق آليات التطبيق هو مقاطعة هذه المحافل في حال لم تتم الاستجابة من مجتمع دولي يصمت بشكل مخجل عن إبادة جماعية ومحاولات تغيير ديموغرافي، بل وغرب يدعم من وصفهم الرئيس الأسد بأنهم لا دولة ولا شعب بأشد أنواع الأسلحة فتكاً بالمدنيين والنساء والأطفال.
هذه نتيجة حتمية للتمسك بالحقوق وعدم التساهل بها ولو وقف صاحب الحق بوجه العالم أجمع، فالعالم منذ بداية التاريخ لم يأبه يوماً بحقوق الذين يتهاونون فيها ولا يدافعون عنها بقوافل الشهداء، وها هو صبر الدماء الزكية يثمر موقفاً عربياً لا تهاون فيه فلا سلام دون إعادة كل شبر من الأراضي المغتصبة، ولا سلام دون إعادة كل الحقوق، ولا سلام إلا بقوة تيار الحق الذي يرأسه السيد الرئيس بشار الأسد.
لا تصغروا الجريمة بـ (حكومة) متطرفة، قالها الرئيس الأسد، فالجريمة في قطعان همجية تدعي أنها شعب وهي ليست كذلك، ورغم أولويات وقف الجريمة الحالية الجارية ولا تزال في فلسطين ولبنان، وهو ما استدعى اجتماع العرب، إلا أن تيار الصمود معه كل الحق على طول الزمان في أن الجريمة الكبرى هي في وجود كيان مسموم داخل الجسد العربي وهو ما بدأ كل العرب يدركون حجم خطورته.
الفرات