تحت القبة مسؤولية لا امتياز

 

من خلال رؤيتنا للتنافس الشديد هذه الأيام بين المرشحين لعضوية مجلس الشعب، وهذا النافس جلي وواضح تظهره الدعاية الإعلامية غير المسبوقة عبر كل الوسائل سواء كانت لوحات طرقية ثابتة ومتحركة، أو شاشات عرض أو وسائط التواصل الاجتماعي أو الإذاعات، فإنه قد يخطر ببال البعض أنه تنافس على منصب ومكانة ومكسب وليس سعي وراء تنكب مسؤولية ثقيلة العبء على صاحبها.

هذا الشك قد يكون مشروعاً نوعاً ما حين يطرح المواطن البسيط على نفسه هذا السؤال: لماذا بذل كل هذه الأموال من أجل التنافس إن لم يكن صاحب المال باحثاً إما عن المكسب أو الوجاهة؟

ولكن الإجابة الحقيقية هي العكس تماماً فالمشهد الآن فعلاً مختلف عما مضى، ويظهر التنافس بسبب قدرة القيادة على خلق المناخ الملائم وفتح أبواب بناء الذات وإعمار المواطن والوطن على مصاريعها وحلحلة العقد التي أراد الخبثاء أن تتعقد أكثر ولكنها راحت تنفك بسرعة مذهلة وتتهاوى رغم شدة خبث من عقدوها وقدراتهم، وهذا المناخ زاد من الوعي القائم على المصلحة العامة التي تؤدي بدورها إلى المصلحة الشخصية للجميع.

اخدم وطنك تخدم نفسك، هذا هو الكود السري المشترك لدى المنافسين ولو أنهم لم يعلنوه إلا أن إيمانهم به واحد ومشترك وجلي لمن يقرأ ما بين سطور التنافس والحملات الانتخابية.

من حقنا اليوم أن نتوقع مجلساً متميزاً فيه ممثلون عنا لم نخترهم من أجل دعاياتهم بل لأننا قرأنا بين سطورها همتهم القوية في تنكب المسؤولية وإدراك أنهم تحت القبة سيكونون مسؤولين فعلاً أي يتم سؤالهم عن كل كبيرة وصغيرة وأن وجودهم ليس امتيازاً لهم بل مسؤولية ألقيناها على عاتقهم.

محمد الحيجي

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار