يوم انتصار دير الزور

بكل الفخر والاعتزاز يعيش أبناء دير الزور ذكرى كسر الحصار عن المدينة التي لم يكن يوم الخامس من أيلول من عام 2017 يوما عاديا بالنسبة لأبنائها ، بل كان يوما عظيما تحقق فيه إنجاز كبير تمثل بكسر حصار فرضه تنظيم “ داعش ” الإرهابي ،بدعم أمريكي مباشر، على أهل المدينة وحاميتها من رجال الجيش العربي السوري ، الذين خاضوا أشرس المعارك حتى دحر الإرهاب عنها .
في مثل هذا اليوم قبل سبع سنوات تمكنت وحدات الجيش التي قطعت مئات الكيلومترات من فك حصار جائر عن مدينة ديرالزور التي عانت من إرهاب “داعش ” لأكثر من ثلاث سنوات ، ليكون الحصار الأطول لمدينة عبر التاريخ ، مارس خلاله التنظيم التكفيري أبشع الجرائم بحق المدنيين حيث منع عنهم الماء والطعام ، وأطلق باتجاههم آلاف القذائف التي حصدت أرواح المئات منهم وأصابت الآلاف ، لكن صمود رجال الجيش والتفاف أبناء ديرالزور حولهم أنتج نصرا أبهر العالم كله .
ومنذ الساعات الأولى لكسر الطوق عن مدينة ديرالزور ، بدأت الدولة على الفور وعبر الجهات الحكومية المعنية بالعمل على إعادة الحياة للمدينة وريفها ، فتكاتفت الجهود لتأمين الخدمات الأساسية وتأهيل البنى التحتية ، ودارت عجلة الإنتاج لاسيما في القطاع الزراعي الذي يشكل الأهمية الكبرى في مصادر دخل أبناء المحافظة ، من خلال تأمين ما يمكن من مستلزمات الإنتاج ، وإعادة تأهيل مشاريع الري الحكومية .
وانطلقت الأعمال في كافة القطاعات لتأمين عودة كريمة للأهالي، الأمر الذي ساهم بعودة سريعة لعدد كبير من أبناء المحافظة إلى قراهم ومناطقهم ، بعد سنوات منْ التهجير هربا من جرائم الإرهابيين.
ختاما لابد من القول إنه في كل عام تتجدد فيه ذكرى انتصار دير الزور تتأكد حقيقة أن هذه الأرض لم ولن تكون إلا لأهلها فهي التي ظلت ومنذ الازل عصية على الغزاة والمحتلين والطامعين .

محمد الحيجي

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار