الياسمين والنخيل .. وما تلاها !

عثمان الخلف
مما لاشك فيه أن افتتاح المعبر الحدودي الرابط بين البلدين الشقيقين سورية والعراق ( البوكمال – القائم ) كان أحد أهم أوجه الانتصار بمقابل مفرزات ( الفوضى ) التي عمل عليها المشروع الأمريكي وتوابعه .

لايُمكن هنا حصر النجاح بما سيحققه هذا الافتتاح في الجنبة الاقتصادية وإن كانت هنا تعني الكثير ، أولاً بمايُمثله المعبر كركيزة في اقتصاد الشقيقين وحركة التبادل التجاري وانسيابية البضائع على طرفي الحدود ، وبالتأكيد أيضاً إلى دول أخرى ، غير أن ما يلي ذلك من أهمية في النجاح هو عنوان المواجهة ككل من باب المعابر .

عمل المشروع الأمريكي منذ بدء عمله في سورية على موضوعة الحدود وتسهيل إمساك الإرهاب بها ، أملاً في خنق الدولة السورية اقتصادياً وإسقاطها ، وهذا ما عرفه العقل السياسي السوري ، فكان العمل على مركزة إستجماع القوة بدءاً بالعاصمة ورمزيتها السياسية والمنطقة الوسطى بالحفاظ على شرايين الحياة الاقتصادية ، يوازيها وجود للدولة شرقاً وشمالاً وجنوباً ينتظر ساعة الحقيقة ، هنا إدارة المعركة بإتقان قل نظيره ، تحررت حمص بالكامل وتم إمساك الحدود ، ومنها إلى الجنوب فكان ” نصيب ” مع الأردن ، لتكون خطوة ( البوكمال – القائم ) على طريق تمزيق شبكة الخنق الاقتصادي لعناوين سياسية يبحث عنها الأمريكي .

جَهِدَ الأمريكي على التشويش ومحاولات منع عودة الوضع الطبيعي بين سورية وجوارها العربي ، توسيع دائرة النظر وخصوصاً في الآونة الأخيرة يعطيك معنى النجاح الذي تحقق في افتتاح المعبر وما سيتلوا ذلك من نتائج للبناء عليها .

كانت ضربات ( المسيّرات ) مجهولة الفاعل ( معروفة الفاعل لدى الطرفين العراقي والسوري ) التي استهدفت مواقع للحشد الشعبي العراقي تشويشاً ، وليلة ماقبل الافتتاح وما تلاها صباح الافتتاح من تحركات لقطعان ( داعشية ) في البادية السورية أيضاً تشويشاً ، وهما ما يؤكدان ما بات حتى الطفل الصغير يدركه حول التخادم ما بين أمريكا والإرهاب .

نجاحٌ سياسي اقتصادي اجتماعي بحاملٍ عسكري على خارطة المواجهة مع أمريكا ومشروعها الفوضوي ، ويُمكننا هنا تلمس النتائج فيما يلي :

1 – تنشيط اقتصاد البلدين ورفع مستويات التعاون التجاري إلى مايُطمح له ، ومنه إلى دول الجوار .

2 – عودة الحياة الاجتماعية بمختلف أشكالها على جانبي الحدود بين أشقاء .

3 – التمهيد لما سيتبع ذلك من رسائل مؤكد أن الأمريكي وأدواته قد وصلتهم .. الشرق لن يكون إلا سورياً ، وكذلك الأمر في الشمال الشرقي والشمال .

4 – الدولة السورية تخطو بثبات نحو لملمة جغرافيتها ولن يعيقها عن ذلك لا العقوبات الاقتصادية ، ولا رهانات الاحتلال الأمريكي على أدواته الإرهابية .. فالصبر الاستراتيجي صناعة سورية بامتياز !

5 – الوصول بالعلاقات السياسية السورية العراقية إلى أعلى مستوياتها ، الشيء الطبيعي بين الدول .. فما بالك بالأشقاء !

كثيرةٌ هي النتائج التي تتحقق ، لكن ما لا يجب أن يغيب عن البال هو إن ما حصل خطوةٌ تُضاف لسابقاتها في مواجهة ما حِيكَ ويحاك للمنطقة ككل ضمن مشروع الفوضى الأمريكي المتكىء على خلق الصراعات والاستثمار فيها ، خطوة خطتها دماء الشهداء من الجيشين الشقيقين وقواهما الرديفة التي أفشلت وستُفشل كل المشاريع المعادية لأبناء المنطقة بأي ثوب ظهرت به .

طويلةٌ سنوات ألمنا … لكن ( جُب يوسف السوري ) يُسطر كل يومٍ فصل خلاص .. الياسمين والنخيل وما تلاها !

رقم العدد:4364

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار