الجسر الصغير في دير الزور.. أقدم من أن يُعرف تاريخ بنائه

أطلق سكان دير الزور أسماء عديدة على الجسر الصغير الذي يربط حي الحويقة بالمدينة ويقع على ضفة النهر الصغرى، مثل الجسر العتيق، جسر السلطان، الجسر الخشبي، جسر العيور.

ويذكر الباحث الراحل عمر الصليبي  أنه لم يعرف متى بُني هذا الجسر، وفي مقابلة أجراها مع الراحل رجب العويد، وهو معمر من مدينة دير الزور من مواليد ١٨٩٥ قال إن والده من مواليد ١٨٦٥ ولم يُدرك إنشاء الجسر الخشبي.

وفي كتاب “لواء الزور في الوثائق العثمانية” ذكرت الوثائق أنه عندما تهدمت أجزاء من الجسر الخشبي بسبب الفيضانات، قُدمت تقارير وكشوفات من الأهالي إلى الدولة العثمانية لصيانة الجسر، وتبين أن صيانة الجسر يلزمها ٢٨٧٥ قرشاً، ورُمم الجسر عام ١٨٨٤ في عهد المتصرف الفريق عمر باشا الداغستاني الذي كان ميالاً للبناء، وقد شيّد المدارس والثكنات والمشافي والجسور، وجلب معه ناعورتين رُكبت الأولى تحت جسر السلطان، والأخرى مقابل نادي الفرات سابقاً.

أما الجدران الكلسية على جانبي النهر فقد انتهى البناء بها عام ١٨٩٤ وجُدد ترميم الجسر عام ١٩٠٥ في عهد المتصرف رشيد باشا، ومن العمال الديريين الذين بنو الجدران الراحلان حسن الشلاش العبيد والحاج جاسم الطلاع، و يقول الباحث الراحل عم الصليبي: قد تمت مقابلتهم من قبلي سابقاً رحمهم الله.

وأطلق الباحث أحمد وصفي زكريا عليه عام ١٩١٦ اسم “الجسر الصغير” وفي عام ١٩٢٤ أُبدل السقف الخشبي بالإسمنت المسلح ورٌفعت ركائزه بارتفاع متر ونصف، وجرى تعريضه وتجميله في عهد محافظ دير الزور بدر الدين الجراح، ومدير المواصلات توفيق السرميني، حيث أصبح طوله ٧٨ مترا وعرضه ٨ أمتار وعرض كل رصيف ١.٥ متر عام ١٩٥٥، وفي عام ١٩٥٦ نُور الجسر تنويراً جميلاً من قبل عبد القادر الفرحان مدير مؤسسة كهرباء دير الزور.

وقال الشاعر الفراتي:

يا صاح إن زرت الفرا               ت فمرّ بالجسر الكبير

واعبر إلى الجسر الصغيـ          ر وشم رائحة العبير

وطني أردد ذكره                  بفمي إلى النفس الأخير

 

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار