رزق السماء في الأرض … الكمأة من المن وماؤها شفاء للعين

 

 

الكمأة من فصيلة الفطريات، موسمية تنمو في البادية السورية و في منطقة “السخنة” بشكل مميز، بعد سقوط الأمطار بعمق يتراوح بين 5 إلى 15 سنتيمترا تحت الأرض، وعادة ما يتراوح وزن الكمأة من 30 إلى 300 غرام. وتعتبر من ألذ وأغلى أنواع الفطريات الصحراوية.

عن أنواع الكمأة حدثنا الخبير خليل قائلاً: هناك عدة أنواع من الكمأة، مثل الزبيدي، ولونه يميل إلى البياض وحجمه كبير، والخلاسي ولونه أحمر وهو أصغر من الزبيدي، وهو في بعض المناطق ألذ وأغلى في القيمة من الزبيدي، والجبي ولونه أسود محمر وهو صغير جدا، والهوبر ولونه أسود وداخله أبيض، وهذا النوع يظهر قبل ظهور الكمأة الأصلية، وهو يدل على أن الكمأة ستظهر قريبا، وتعد الكمأة الموجود في السخنة وما حولها من أجود الأنواع في العالم، ويعرف مكان الكمأة إما بتشقق سطح الأرض التي فوقها أو بتطاير الحشرات فوق الموقع وتنمو بالتزامن مع نبات الرقروق.

وعن كيفية تكوّن الكمأة  يبين خليل: تتكون الكمأة من اتحاد النيتروجين والهيدروجين الموجودين في الجو عندما تحدث الشرارة الكهربائية أي البرق، فيتكون مركب أميني ينزل إلى الأرض ويدور بحركة سريعة يجمع فيها الأملاح والمعادن الموجودة في التربة مكونًا الكمأة.

و عن فوائدها فقد جاء في الحديث الشريف: “الكمأة من المن وماؤها شفاء للعين”، فماء الكمأة شفاء للعين من ظلمة البصر والرمد، وبمائها تجلى العين ويقوى البصر، وتبين من تحليل الكمأة احتواؤها على البروتين بنسبة 9% ومواد نشوية بنسبة 13% ودهن بنسبة 1% وتحتوي على معادن مشابهة لتلك التي يحتويها جسم الإنسان مثل الفوسفور والصوديوم والكالسيوم والبوتاسيوم. كما تحتوي على فيتامين «ب1، ب2» وهي غنية بفيتامين أ، كما تحتوي على كمية من النيتروجين بجانب الكربون والأكسجين والهيدروجين، وهذا ما يجعل تركيبها شبيهًا بتركيب اللحم، وطعم المطبوخ منها مثل طعم كلى الضأن، وتحتوي الأحماض الامينية الضرورية لبناء خلايا جسم الإنسان وتعد الكمأة مخزنًا للحديد والكالسيوم المفيدان للجسم، كما أن لها عدة علاجات أخرى.

عن التجارة بالكمأة ذكر لنا التاجر منهل: تباع منها كميات كبيرة، بين التصدير للعالم و الاستهلاك المحلي و بأسعار متفاوتة حسب الموسم وبالرغم من غلاء سعرها وندرتها وإقبال الناس عليها ، ظلت الآراء متباينة في لذة طعمها  لكن الغالبية تؤكد أن ندرتها هي التي أعطتها هذا الزخم.

و بالنسبة لموسم الكمأة فهو محفوف بالمخاطر مع انتشار الألغام التي زرعها النظام البائد في المنطقة الشرقية و التي راح ضحيتها العديد من ابنائنا، حيث قتل وأصيب مواطنون ومواطنات في السنوات الماضية أثناء جمعهم الكمأة.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار