شكلت سوريا الجديدة ظاهرة سياسية وتاريخية متفردة أذهلت العالم كلّه، ظاهرة الولادة من رحم الخراب، الولادة بشكل سلس وطبيعي غير قيصري، رغم الخراب الهائل الذي لحق بالرحم بعد مخاض ثوري كان الأكثر صعوبة ووحشية في التاريخ الإنساني.
بعد التحرير الذي كلّف ثمناً باهظاً، ثمن لا يتحمّله إلا السوريين، دم ودموع وجوع وتهجير وتعذيب ومكابس حتى للأطفال، ونازية اهتزت لها السماء قبل الأرض، عذابات تحتاج إلى مليون كتاب لتدوينها، وألف هوليود لاستيعابه في مسلسلات يخجل من قذارتها التاريخ ويرفض أن يكون من صنعوها حتى من جنس الحشرات.
من مخاض بهذا العذاب المتفرد في التاريخ ولدت سوريا الجديدة عندما قرّرنا ذات حزم أن نقف على قلب رجل واحد، أيّده الله عزّ وجلّ بنصره فكان الفاتح، وها نحن اليوم بعد سدّ كل الثغور على عشاق الأوثان نبدأ مرحلة جديدة هي مرحلة البناء والتطوير، فقد نادتنا أمنا كما قال السيد الرئيس فحررناها بالدم والدموع والآلام والغالي والنفيس، ونريد أن نكرمها ونكسوها ثوب العزّ بعدما عرّاها الخنزير المجرم وأذلّها تبّت يداه هو وامرأته حمّالة الحطب.
الفرات