صهيب السيد ذاكر.. شاعرٌ جرّب في الأشكال الشعريّة كلّها

صهيب السيد ذاكر أديب وشاعر من البوكمال، تولد ١٩٦٤، عمل في التعليم، أثرت به مدينته البوكمال فراتا و بادية و طبيعة غنية و تراثا أدبيا و شعبيا،  شاعر شارك في العديد من الأمسيات و المهرجانات الشعرية في محافظة دير الزور وخارجها، له عدد من الإصدارات، كرم من قبل عدد من المؤسسات الأدبية بالدكتوراه الفخرية و نشرت له العديد من المنتديات والمجلات الإلكترونية، يكتب الشعر العمودي وشعر التفعيلة منذ ثمانينات القرن الماضي، أخد لنفسه خطّا و أسلوبا شعريا خاصا به، جرب في الأشكال الشعرية جميعها، و استقر على خطى قصيدة العمود و قصيدة التفعيلة من خلال تجربة واعية مبنية على تجربة عميقة.

حول الأوائل من البوكمال قال السيد ذاكر: الشاعر الكبير شفيق الكمالي والشاعر الكبير مروان الخاطر، حيث لم يأخذ شعراء البوكمال حقهم كشعراء بسبب البعد عن العاصمة التي هي محور الحركة الشعرية والدعوات الخجولة من مركز المحافظة وعدم تسليط الضوء على نتاجهم الشعري.

وعن القامات الشعرية  قال: طويت ولم تذكر إلا نادرا كعبد الجبار الرحبي و أحمد الراوي وآخرين لأسباب أجهلها.

أما عن الحركة الثقافية في المحافظة فيضع الشاعر إصبعه على الوجع: على العموم كانت تقوم على المراكز الثقافية و التي كان يقوم على ادارتها على الاغلب ممن ليس له يد في مجال الثقافة أو الأدب إلا ما ندر، كالفنان محمد غناش في الميادين ما جعل النشاطات فيها محكومة بالأطر البيروقراطية و الشكلية، لتأتي الانشطة باهتة كرفع عتب كما يقال، أو لرفع تقارير عن نشاط مؤسسة لا غير، حيث كان يمنع تشكيل منتدى أو مجموعة أو تجمع أدبي و يعتبر خرقا للقوانين الإدارية و الأمنية .

و أجاب الشاعر بالنسبة لاتحاد الكتاب العرب: كان مقتصرا على الاعضاء فيه و أمسية واحدة في السنة لمن هم خارج الاتحاد.

وعن سبب عدم وجوده في الاتحاد قال: هو المضحك المبكي فقد تم ترشيحي و تزكيتي كما يسمونها من فرع دير الزور لتحقيقي شروط الاتحاد بثلاث مجموعات شعرية، فقد جاء الرد كالتالي: نعتذر عن قبول عضويتك كون ان إحدى مجموعاتك صغيرة الحجم بعدد صفحاتها والتي لا تتجاوز الخمسين، أغفل بذلك النتاج الشعري و مستواه و الحالة الإبداعية أو التجربة الأدبية فيه الى عدد صفحات مجموعة شعرية مطبوعة و هذا سبب من اسباب وجود الكثير من الغثاء ( الشعري) في صفوف اتحاد الكتاب العرب.

أما بالنسبة لتجربتي، يبين السيد ذاكر، الشخصية فبعد قدومي إلى دمشق و دعوتي و مشاركتي في جميع منتدياتها الادبية تقريبا مع شعراء من كافة المحافظات السورية تفاجأت من حالة عدم التصديق ان في دير الزور أصواتا شعرية مميزة قد يفوق مستواها الكثير الكثير مما ينشر أو تقوم عنه الدراسات في الصحف و المجلات و كتب النقد الادبي فقد قدمت قصيدة العمود وقصيدة التفعيلة، و تجربة في أشكال شعرية لا يجرء الغالبية العظمى من الشعراء الخوض بها كالتخميس و التشطير فقد قمت بتخميس و تشطير قصائد عدة و كتبت القصائد ذات التوجه الديني كمدح الرسول صلى الله عليه و سلم و قصائد ذات توجه روحي ديني و ما ازال اعتبر نفسي في طور التجريب.

وعن سؤالنا له عما تعرض له  الشاعر والاديب في زمن النظام البائد أجاب:

مثلما  تعرض له جميع الشعراء فقد كانت قصائدنا بعد كل أمسية تؤخذ نسخا منها الى الأمن أو يكتب عنصر الأمن اذا وجد تقريرا مفصلا عن كل قصيدة او شاعر، كان هناك بكل صراحة وبلا مزاودات رقيبان رقيب في القاعة ورقيب من الخوف أوجدوه في داخلك عند اختيارك لقصيدة أو كتابتها أحيانا ، ففي ردي على سؤال ثقافي عام من أحدهم كتب بحقي تقريرا كانت نتيجته محكمة أمن الدولة العليا وسجن سنة وحرمان من حقوقي المدنية و كف يدي عن العمل سبع سنوات و حين عدت بحكم من المحكمة الإدارية منعت من التعليم و حولت إلى عمل اداري في مجمع تربوي.

ما نأمله اليوم في سورية الجديدة هي الحرية الحقيقية للمبدعين والشعراء والأدباء عامة وفتح مجال التعبير الحر فلا رقيب الا الضمير والثوابت الدينية والاخلاقية والوطنية التي يمتلكها كل انسان حر شريف يريد رفعة وطنه وعزه .

للشاعر صهيب السيد ذاكر العديد من الإصدارات، في الشعر العمودي والتفعيلة منها:

(هامس هذا الصراخ) مجموعة شعرية مطبوعة

(بين يدي القلب) مجموعة شعرية مطبوعة

(انكسارات المغني) مجموعة شعرية مطبوعة

يتفرد فيها بصوت شعري وأسلوب مميز وله عدة مجموعات شعرية أخرى كمخطوطات غير مطبوعة.

حوار مهدي الراوي

 

 

 

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار