زبيدة قحطان الطلاع فنانة ومتخصصة في رسوم الأطفال والقصص المصورة ابنة دير الزور 1993- إجازة في الفنون جميلة، اختصاص الحفر والطباعة (الغرافيك ).
تحدثت للفرات عن تجربتها المميزة فقالت: في مدينة دير الزور, عروس البادية السوريّة كانت ولادتي، وعشت فيها بداية طفولتي، قبل انتقالنا الى العاصمة دمشق في نهاية المرحلة الابتدائية، منذ صغري بدأتُ الاهتمام بالفنّ، وكانت مدرّسة الرّسم تلاحظ خطوطي وميولي لمادتها، فمهّدت لي الطريق لخوض مسابقات على مستوى المحافظة ومن ثم على مستوى القطر العربي السوري.
فعلاً كان لي ذلك وحصلت على ريادة في مجال المجسّمات الكرتونية لعام 2005 -2006 .
هذه الخطوة كانت بداية لطريقي رغم صغر سني ومن بعدها تتالت المهمات والواجبات في مراحلي الدراسية، كانت زميلاتي تلقبنني بالفنانة الصغيرة حيث وجب حضوري في كل نشاط فني متعلق بالرسم ..من معارض وورشات فنية وأيضا جدران مدرستي كانت تزيّن بلوحاتي …
وعن تخصّصها تُضيف الطلاع: عملت على تطوير موهبتي ودراستها بشكل أكاديمي ..فقررت الدخول الى كلية الفنون الجميلة واتخذت من الحفر والطباعة اختصاصا لي …
شخصياتي الكرتونية تشبهني شكلاً ومضموناً…..
كان لاختصاصي أثرٌ كبيرٌ في تدريب خطوطي بشكل أكاديمي ومعرفة مواضع الصح والخطأ في الرسم ..إضافة الى تعرّفي إلى تقنيات الحفر والطباعة بشكل معمق دراستي الأكاديمية في قسم الغرافيك كان لها الأثر الأكبر في تركيزي على مبدأ الكونتراس الذي اعتمد على اظهاره في لوحاتي مما سهل علي الأمر فيما بعد لاكتشاف نوع الخط والأسلوب الذي استخدمه في رسمي.
سلاسة خطي واتخاذي لأسلوب التحوير جعلني أعتمد على الخيال في تصوير لوحاتي ما دفعني لتوظيف ذلك في مشروع تخرجي المؤلّف من 44 لوحة متنوعة الأحجام بعنوان (ألف ليلة وليلة ).
أثناء دراستي اعتمدت كثيرا على أسلوب الكونتراس (الظل والنور)في لوحاتي.
وعن اهتمام والدها بها أضافت الطلاع قائلةً: دعم والدي( الفنّان قحطان الطلاع) ووجوده بجانبي لم يترك لي خياراً آخر إلا لأجد نفسي ضمن شخصيات ابتكرها ومساحات لونية تعج بالفرح والبهجة متعلقة بعالم الطفل ..
إنّه فن رسم قصص الأطفال والكومكس عملت بمجال الطفل ما يقارب الــــ (7 سنوات)، لا يمكنني حاليا أن أجد نفسي الا ضمن هذا العالم البسيط والجميل الذي يحبه الكبار قبل الصغار …عالم مليء بالخيال والمتعة ..بعد هذه السنوات أصبحت أمتلك موسوعات كثيرة من الرسومات المطبوعة.
اعتمدت الأسلوب البسيط والألوان الزاهية التي يحبها الطفل ..لم يكتف والدي بمراقبتي وتصحيح رسوماتي بل كان يتركني بكثير من الأحيان كي أتعلم من تجربتي وذلك برفضه لمساعدتي ..كان يرفض أن يمسك الريشة لتصحيح أخطائي ويكتفي بملاحظاته عن بعد.
بعد هذه المراحل أصبحت لديّ شخصياتي الكرتونية التي يحبها الأطفال والتي تشبهني شكلاً ومضموناً.
أعمل أيضا في تصميم دمى وعرائس في مسرح الطفل ..التميز والأبداع عنواني لي غاية أطمح لتحقيقها وهي تتبع خطوات والدي في كافة مراحل حياته ..
أعتمد البساطة وسلاسة الخط وأيضا استخدم ألوان زاهية وفرحة محببة للصغار والكبار لأصل في النهاية للوحة جميلة تعكسها نفسي بتكوين يشبهني شكلا ومضمونا ..
كثيراً هي الضغوطات التي قد يتعرض لها الشاب أو الشابة في مرحلة تكوين ذاته ..وقد ترافقت هذه الفترة بوضعنا الراهن التي نعيش بها حالياً ما دفعني إيجاباً للاستمرار في طريقي ولتحدي جميع الظروف التي تواجه المرء ..فبعض الضغوط التي تواجهنا تدفعنا للأفضل، وتجعل منّا أشخاصاً مبدعين.
آراء لمقرّبين من زبيدة طلّاع…..
وعن آراء المقرَّبين من الرّسامة زبيدة يقول والدها الفنان قحطان الطلاع : تميز أسلوبها بالخصوصية لها أسلوب له مقوماته المتكاملة تميزت أعمالها من خلال المجلات والقصص التي عملت بها بأسلوبها الخاص كانت تترقب خطاي في معظم مراحلها رغبة منها بالاقتداء بي .
أما والدتها السيّدة صفاء السيد فتقول: اتجه فنها وإبداعها نحو فن الأطفال نتيجة حبها لأختها الصغرى ..أحسّت العالم كله نغم .فأرادت أن تبدع من أجل نغم وجيل نغم ..وكلما تقدم بها العمر ازداد إصرارها على إعطاء المزيد لفن الأطفال .
و ذكر لنا الشاعر و الاديب الاستاذ سراج جراد أنه كان له شرف أن رسمت لي الفنانة زبيدة قصَّتي بعنوان ( مذكَّرات رغيف )، وأطلعتني مباشرة على رسومات القصَّة، أعتبر نفسي محظوظاً جداً لأنَّها من قام برسم عملي، فمن الجميل أن تكتبَ قصَّة للأطفال، ولكنَّ الأجمل برأيي أن تتحوَّل المفردات إلى ألوان ولوحات تُعبِّرُ عن مضمون الحكايا، لقد جاءت المفردات والألوان جزءاً واحداً، وقد اختارت رسامتنا الجميلة الألوان المناسبة لروح وذوق الطفل، بعد ذلك اطَّلعت على الكثير من أعمالها الفنيَّة الخاصّة بالأطفال، فأعجبني تعاملها اللوني وانتقائها لشخصيتها الفنيَّة بروح عالية، أحسست أنَّ كلَّ شخصيَّة مستقلّة بذاتها وبذلك استطاعت أن تكون لها بصمتها المميَّزة في عالم وأدب ورسومات الأطفال.
وعن تجربتها الفنيّة اختتمت الرّسامة زبيدة الطلاع حديثها قائلةً: كل فنان يتميز بأسلوبه المميز وخطوطه الخاصة به التي تختلف عن سواه ..وهذا ما تمكنت من الحصول عليه نتيجة الخبرة والأعمال المنوعة من تكوين أسلوب خاص بي حتى أصبحت عندي شخصيات ابتكرتها في عالم الطفل وأصبح الأطفال يتعرفون على شخصي من خلال رسومي بحيث ارتبطت رسومي بي .
صحيفة الفرات