مقهى “كرمز” في دير الزور.. كأس شاي أو عشرة بالسعر نفسه

 

يعدّ مقهى “كرمز” أحد المقاهي الشعبية في دير الزور، وتعود تسميتها إلى قُصر أرجل الكراسي، إذ يبلغ ارتفاع الكرسي ما بين 40 إلى 50 سم، وهو مصنوع من الخشب أو الحديد، وهناك “الطبلة” والتي تعني طاولة يوضع المشروب عليها، وتكون أعلى من الكرسي بقليل.

قديماً سُميت “الكرمز” لعدم توافر كراسي الجلوس، إذ كان روادها يجلسون القرفصاء بشكل دائري إذا كانوا جماعةً، أو بشكل منفرد منتظم إذا كان القاصد وحيداً، ويمتاز ذلك النوع من المقاهي برخص مشاريبه، ومن الطرافة أن بعض هذه المقاهي يأخذ مبلغاً موحداً من أي شخص يرتاده، سواء طلب كأس شاي واحدة أو عشر كؤوس.

وأوضح مدرس اللغة العربية أحمد فواز، أن أصل كلمة “چرمز” هو “قعفز” باللغة العربية الفصحى (يقولون جلس القعفزى وهي جلسة المستوفز، أي المستعجل كما ورد في معجم لسان العرب، ومع مرور الزمن تحولت الكلمة إلى قعمز أو قرمز أو كرمز، والكلمة ذاتها موجودة في بلدان عربية عديدة وببعض المناطق الصحراوية يقولون قعمز باستبدال الفاء ميماً والمعنى واحد).

ويمتاز مقهى كرمز باستقبال زبائنه منذ الصباح الباكر، والسبب يعود إلى نشاط كبار السن واستيقاظهم باكراً، لتروى بين كراسيها أحاديث وقصص ما يدور من نسيج المدينة الاجتماعي والذاكرة الشعبية بين أبنائها، حتّى إن متحف المدينة الجديد يضم قاعة خصصت لعرض نموذج للمقهى الديري الشعبي.

الفرات

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار