تقع المينة الآشورية دور كتليمو في تل الشيخ حمد في الجزيرة السورية على الضفة الشرقية لنهر الخابور وتبعد عن دير الزور مسافة تقدر بـ ٧٠ كم وقد عرف الاسم القديم لها من خلال الرقم المسمارية فقد عثر على ثلاثين لوحة مسمارية في إحدى السواقي الري تؤكد أن التل موقع المدينة الآشورية دور كتليمو ، وتعود النصوص التي عثر عليها إلى العهد الآشوري الأوسط في عهد الملكين شلمانصر الأول وتوكولتي نينورتا
وتعني دور كتليمو حصن كتليمو وهو اسم شخص آشوري ، أما تسميته بالشيخ حمد فنسبة إلى ضريح ديني فيه يحمل هذا الاسم .
ان ارتفاع التل حمى المدينة من فيضانات نهر الخابور وساعدها على الاستمرار منذ الألف الرابعة قبل الميلاد وحتى الآن، وقد بلغت المدينة أقصى توسع لها في العهد الآشوري بين ١٣٠٠ – ٦٠٠ ق.م وبلغت مساحتها ١١٠ هكتارات ، وكانت تحتوي على قصر ومعبد وبيوت وقبور تشبه قبور البدو من حيث الشكل والاتجاه .
بدأت بعثة ألمانية التنقيب فيها عام ١٩٧٨م وكانت حصيلة الموسم التنقيبي الأول العثور على ٣٠٠ قطعة على بعضها طبعات أختام اسطوانية والكشف عن غرفة المحفوظات من الرقم المسمارية ،و بلغ عدد الغرف المكتشفة داخل القصر عشر غرف تمتد بطول ٤٠م وبعرض ٢٠م وهي مشيدة باللبن وقد تعرضت لحريق هائل، وكانت المنشأة مؤلفة من طابقين يبلغ ارتفاع جدرانها المتبقية خمسة أمتار، وهي بحالة سليمة.
يضم أرشيف المدينة ٦٠٠ لوحة مسمارية، يذكر أحدها وجود قوات عسكرية نقلت إلى دور كتليمو ما يدل على وجود حامية عسكرية فيها ، وأن الحاكم كان يسكن في القصر الأحمر في المدين* حسب التسمية الشائعة له وهو منزل جميل يعتبر أضخم بيوت المدينة، لذلك فمن المؤكد أن المنشأة المكتشفة هي جزء منه .
أعطتنا المدينة معلومات تاريخية عن الإمبراطورية الآشورية الوسطى التي امتدت حدودها حتى نهر الخابور الأسفل في سوريا، وكانت وظيفة دور كاتليمو الرئيسية حماية الجبهة الجنوبية للإمبراطورية الآشوري، فقد كانت في العهد الآشوري الحديث من ١٠٠٠ حتى ٦٠٠ ق.م موقعاً عسكرياً يتصل بالطريق الذي كان يمر به الملوك الآشوريون .
وبعد سقوط الامبراطورية الآشورية أصبحت دور كتليمو واحدة من عدة مدن في الشرق الأدنى تسمى Magdala (مجدل) وهي باللغة السامية تعني ربوة أو برج محصن .