قبل بناء الجسر المُعلق بدير الزور كان هناك جسر يتنقل عليه الأشخاص ومحاصيلهم الزراعية ومواشيهم وكان يربط شمال المدينة بجنوبها وكان يسمى جسر الدوايات.
وللتعرف عن تاريخ جسر الدوايات ومن قام ببنائه، ومن أين جاءت تسميته التقينا الباحث غسان رمضان الذي قال: في عام /1840/ بدأ العثمانيون مرحلة جديدة من التنظيم الإداري والإصلاحات الداخلية بدير الزور، وفي عام /1866/ قام أرسلان باشا بتغيير معالم المدينة فشق الطرق الحديثة إلى أن قام متصرف دير الزور أحمد رشيد باشا عام /1904/ م ببناء جسر يربط المدينة بالريف القريب ولإكمال الطريق الذي يصل تركيا حتى العراق لكن الأمر لم يتم، إلا أن قام المتصرف جلال بك الجبان ببناء جسر أطرافه دعامات من الحجر الكلسي وفي وسطه سلسلة سفن خشبية تسمى دويات وجميع السفن معبأة بالصخور ومربوطة مع بعضها البعض بواسطة سلاسل حديدية
عند دخول الفرنسيين عام /1920/ احتاجت قواتهم المحملة بالسيارات والعربات والمدفعية المجرورة والمصفحات إلى وسائط نقل لعبورها فأتوا بسفن حديدية كبيرة ربطوا الشاطئين بعضهما البعض بكبل حيث تنزلق عليها البكرة لتسير السفينة بين الشاطئين
ويضيف رمضان: في ذلك لم يكن في دير الزور البناؤون ذوو الخبرة فاستعانوا ببنائين من مدينة الموصل العراقية، وقد عَبَرَ عليه كل من أهالي المحافظة وقوات الاحتلال العثماني بعدها القوات الإنكليزية وسمي الطريق بطريق الانكليز لمرورهم فوق هذا الجسر باتجاه تركيا.
الباحث أحمد وصفي زكريا أثناء زيارته لدير الزور عام /1916/ قال: على الفرع الكبير للنهر هناك جسر راكب على زوارق عديدة ضخمة مقرون بعضها ببعض ومن الذكريات التي لا أنساها وقفتي على الجسر الخشبي الكبير أتملى بجمال الطبيعة المجسم بمنظر الفرات الواسع، كالبحر الهادئ، كالصحراء الساكنة سكون الليل، ترسل الشمس أشعتها الذهبية وقت الأصيل تودع الماء وتلونه بألوان قوس قزح، وهناك وسط النهر حويجة وهناك،، غراف يدور ويئن ويتدفق الماء منه إلى الساقية الذاهبة لري الزرع.
أما عن تهدم الجسر وبناء الجسر المعلق مكانه التقينا الباحث نوري علاوي فقال: في عام /1918/ م وبعد الحرب العالمية الثانية بدأ الجسر بالتهدّم وبدأت المياه تأكل أعمدته وسفنه وبقي صامداً حتى عام /1922/ م عندما حدث فيضان هائل جرف كل شيء أمامه، وهدم الجدران المحيطة بالبساتين وجرف السفن وكسرها وسميت هذه السنة بسنة اللوفه وبعدها عاد الناس يعبرون بواسطة السفن إلى الجانب الثاني، وما أن حطت أقدام الفرنسيين على البلاد أرادوا تسهيل نقل معداتهم من وإلى الجزيرة الفراتية فهدموا ما تبقى من الجسر القديم وكان ذلك عام /1925/، ووضعوا أسس الجسر المعلق الذي تعهدته شركة فرنسية، واستمر بناءه ست سنوات حيث انتهى بناؤه في شهر آذار سنة /1931/.
وتابع علاوي: عند دخول الفرنسيين عام /1920/ احتاجت قواتهم المحملة بالسيارات والعربات والمدفعية المجرورة والمصفحات إلى وسائط نقل لعبورها فأتوا بسفن حديدية كبيرة ربطوا الشاطئين بعضهما البعض بكبل حيث تنزلق عليها البكرة لتسير السفينة بين الشاطئين.
بعد انسحاب المحتل الفرنسي من المدينة حاول الفرنسيون تفجير الجسور في المحافظة وكان ذلك في عام /1941/، فاستطاعوا تدمير جسر الصور، إلا أن الجسرين في دير الزور لم يتمكنوا من تفجيرها لأن الحرس الموجود كانوا من أبناء الدير أخذتهم الحمية فقاموا بقطع الشريط عن أصبع الدنميت قبل تفجيره وبقي الجسر المعلق انجازاً فنياً وعملاً حضارياً حتى عاد الحقد الغربي من جديد وقامت الطائرات الأمريكية بقصف الجسر المعلق وتدميره ليبقى في الذاكرة.
اسماعيل النجم