عن “استكانات الجاي” المعتّقات في الخدور بدير الزور

يفرّق “عتقلية” الدير بين الشاي و”الجاي”، لماذا؟ لأنّ نادي “العتقلية” لا يضم

بين صفوفه “أولاداً” ممن تقلّ أعمارهم عن ثمانين سنة، الشاي بالنسبة لهم مشروب باهت، وماءٌ ملّون لا طعم له، هذا عن الشاي المطبوخ، أمّا شاي الظروف فهو من الموبقات، مثله مثل البنطال والقميص وما أدخله الفرنجة على حياتهم.

إذن ما هو “الجاي”؟ أول شروطه أن يمسك اللسان عند شربه أكثر مما يفعل السفرجل، وأن يكون أسودَ فاحم الّلون، يغلي على النّار لمدة لا تقلّ عن ساعة، وقد يظلّ على الجمر طوال اليوم، الكأس منه لا يُدعى “كاسة” بل “استكانة”، ولا تقل: إبريق بل قل: “قوري”، وإيّاك أن تفلت منك تعابير معاصرة مثل “جلسة” أو “قعدة” وإلّا تمّ تصنيفك فوراً، ولو عن طريق النظر شزراً، على أنّك من الأولاد حتى ولو جاوزت الثمانين واستحققت عضوية نادي ” الجاي”.. التعبير الوحيد المسموح باستخدامه هو “التعلولة”.

المتحدث الرسمي باسمهم كان ولا يزال ناظم الغزالي الذي غنّى لمحبوبته: (خدري الجاي خدريه) فردّت عليه من زمان: (عيوني.. لمن أخدره؟)، ولا يمكنك الحصول على ذهب حيواتهم المعتّق تحت العباءات والعقالات إلّا بالتزام أدب “استكانات الجاي” المعتّقات في خدور “القواري”.

عقبة الخلّوف الحسن

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار