معنى أن يكون العنوان أغنية تداولتها أجيال من زمان لا يسمح قِدمه بتحديده، هو أنّ ما تحت العنوان لا يُعدّ قوتاً يوميّاً فحسب، بل له امتدادٌ في الفكر لم تفرضه البيئة والجغرافيا، ولم تُرسّخه مصادر الغذاء، بل فرضته أذواق السيدات والآنسات، أي فرضه التاريخ، ورسّخته قوّة القرار النّاعم.
تاريخيّة الإسوارة التي تهتزّ على نغمات “الموليّا” و”العتابا” و”النايل” وأضرابها من أغاني الأنهار الكبرى، الأنهار وليس الأغاني، وهي تصنع رغيف الخبز بطرق متراكمة من عجين الزمن مع المكان، هي بحدّ ذاتها شرعيّة الجمال واللذّة والتفوّق.
مشروعٌ إذن لصانعات خبز التنّور في دير الزور التباهي بالتفوق، ألم يغنّي الرجال لهنّ منذ أعوام لا تُحصى: “يا رغيف الحلوة يكفيني سنة”؟
عقبة الخلّوف الحسن