مدينة الميادين بدير الزور.. من تحت مآذنها خرج العلماء والشعراء

 

تتميَز بجمال طبيعتها وخصوبة تربتها، ففي حقولها تتمايل سنابل القمح مع سواعد الفلاح مشكلة لوحةً طبيعيةً قلَّ مثيلها.

كما تشتهر مدينة الميادين شرقي دير الزور بصناعة الراحة والطحينية المصنوعة من السمسم، وصناعة المنظمات الكهربائية والمكيفات المائية، تمتاز بسوقها المقبي ومقاصفها المنتشرة على ضفاف الفرات، إضافة إلى أنها منبع الأدباء والمفكرين والشعراء عبر مراحل تاريخها المختلفة.

وقد روى القدماء روايتين لتسميتها، الأولى: أطلق عليها اسم المياذين لكثرة المآذن فيها، ومن ثم سميت بالميادين خلال الانتداب الفرنسي لكون الفرنسيين لا يمكنهم لفظ حرف الذال فقلب الحرف إلى دال لتصبح الميادين كما هو معروف حالياً، وترجع تسميتها بالميادين إلى كونها كانت ميداناً لساحات القتال.

الباحث مازن الشاهين في كتابه “تاريخ محافظة دير الزور” يذكر عن الميادين: تعود نشأتها إلى أواخر القرن الثامن عشر إثر انحسار مياه نهر الفرات عن قلعة الرحبة وسهولها، فباشر السكان بالنزوح إلى أماكن أخرى ليسكنوا التل المجاور لها.

أما الباحث التاريخي عامر النجم فأشار بالقول: تشتهر الميادين بعادات طيبة وتقاليد كريمة موروثة عن آبائهم وأجدادهم، وهم دائبون على غرسها وتكريسها في أبنائهم، ومنها إفشاء السلام بين أبنائها سواء ممن يعرفونه أم لا، والتفاف أبناء الحي بعضهم على بعض عند وقوع مصيبة ما، خاصة في حالات العزاء، فيتكفلون بغسل الميت وتكفينه وحفر القبر ومن ثم تشييعه، وبعد انتهاء الدفن يقوم أحد الجوار بدعوة جميع المشيعين إلى وجبة طعام.

أما عن مواقعها الأثرية فقال:  تحوي المنطقة على عدة مواقع أثرية منها قلعة رحبة بن مالك، وعين علي وتل العشارة، وتضم خمسة وثلاثين مسجداً أشهرها تكية الراوي التي بنيت عام 1875، وجامع مشوح الذي بني عام 1870 وجامع العلوة الذي بني في أوائل القرن التاسع عشر، كما تشتهر بمزاراتها وأهمها مقام الشيخ أنس ومقام الشيخ شبلي.

صحيفة الفرات

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار