رئيس التحرير : عثمان الخلف
عذراً صاحبة الجلالة فحياضك بلا حرس يذودون عنه التعديات التي طالت واستطالت بشكل مكشوف ومفضوح .
هي ضريبة ( النت ) وفضائه المفتوح المفتوح بلا حدود ، هي ضريبة الأزمة التي نعيشها .. مؤكد ذلك . كثيراً ما نردد وترددون أن الصحافة باتت عمل من لا عمل له ، نعم و نعم وألف نعم ،
لا شك بذلك ولو واحد بالمليون . الفوضى الجارية ضاربة الأطناب ، تفتح باباً للاستغلال ، باباً للتجني ، آخر للتشويه ، ورابع للتسقيط ،وخامس لخلط الأمور ووو ماشئت من أبواب جهنم المفتوحة والضحية مجتمع .
كثيراً مايخاطبني صديق أو زميل مهنة أو مسؤول في الدولة بصفة إعلامي ،
فأجيب : لم نصبح بعد ” محمد حسنين هيكل ” ولا ” سامي كليب ” ولا ” غسان بن جدو ” أو ” فؤاد بلاط ” أو فلان وفلان وفلان من القامات الإعلامية ذات الجودة العالية ، فما زلنا على أطراف بحر صاحبة الجلالة نتعلم ، وهي المهنة التي تبقى فيها تتعلم ، فما بال بعض القوم استسهلها بين ليلة وضُحاها ( وخذ على توصيفات ) . ،
ليس كل من أبدع في مهنة الصحافة درسها أكاديمياً .. صحيح ، والصحيح أيضاً وأيضاً ليس كل أكاديميي الصحافة أبدعوا ، أو بالأحرى نجحوا فيما اختصوا به وحدّث عن ذلك ولا حرج ، فما نُعايشه يومياً منهم تشيب له الولدان فلندع الطابق مستورٌ مستورٌ .. ياااا ولدي !!
ولكن .. هل ندع الأمور تجري هكذا ندع الحبل على غاربه يمضي بنا إلى مجهول ، ندع مهنة الصحافة بلا قوننة عملية ، نترك لمن هب ودب ركوب موجتها واستغلالها ، ربما وهذا شيء مؤكد .. نظرياً للمهنة تعريفاً ، ولصاحبها تعريفاً ،
قوانين وأنظمة رادعة وداعمة وراعية ، لكن عملياً ما أراه ويراه الجميع هي الفوضى بامتياز وأنواط شجاعة لها !
من دواهي ما يجري أن ( البوست ) بات صحافة ، يعني أن تتناول حدثاً ما عبره ، بلا تفصيل ، بلا تعريف به ، بلا تناولات تشفي سؤال القارئ أو المتابع ( عن المقروءة أتحدث ) ويُحدثك إنسان عادي أن صفحة ( الفيس الفلانية ) ذكرت و قالت ،
تقول له هي ( صفحة فيس ) وليست وسيلة أو موقعاً صحفياً ، بمعنى غير محققة لشروط المادة الصحفية للنشر ، لكن ما يظنه بها أنها صحافة ، لا و الطامة أن جهاتٍ ودوائر رسمية تتعامل معها على أنها وسيلة صحفية معتمدة ، مرخصة ، أو في الحد الأدنى مُحققة لعنوان مهمتها .
وعلى هذا المنوال تستمر الحكاية يا صاحبة الجلالة .. والله يستر من قادم الأمور .
( حبابة ) – تكلمنا عن ذلك سالفاً – أعجبتها فكرة العمل في الصحافة ، صممت صفحة (الفيس ) ، حملت حقيبتها ممهورة بشعار ( برس ) وانطلقت ، قلنا ل( حبابة ) :
للعمل الصحفي أدوات تبدأ مما إذا كان الحدث أو الواقعة يُشكّل أو تُشكل مادة للنشر ، وكم تستحق أو يستحق من حجم وحيز في الوسيلة الإعلامية ، مروراً بامتلاك القدرة على إلباسهما النوع الصحفي المناسب ، ناهيك عن صياغته وهنا اللب ،
وصولاً للخروج بمادة صحفية كما يقولون ( عليها العين ) ، وغيرها من شروط تُشكّل مصداقاً لمُنتج صحفي كامل متكامل ، فردت ( الحبابة ) :
” ما أراه ليس كذلك ، كُثرٌ صمموا صفحة عند العم ( فيس ) و ألبسوها لبوس الوطن وعم وخال وجدْ الوطن ، أو قريباً من سمت الوطن .. وانطلق يهذر ، فهل توقف الأمر عندي ” .. قلت :
لكن لهذا الهذر سقفاً زمنياً الحقيقة كفيلةٌ بإنهائه ، فأجابت بثقة عالية : سيبقى الهذر سيد الموقف ، وستبقى الأمور معتمة ، وسأحقق ما أريد .. فالحقيقة يا حبيب ( حبابة ) ضاعت ( يوم ضاعت الطاسة ) .. !
رقم العدد:4302