فوز منتخبنا أظهر كم نحن بحاجة للفرح المفقود من يومياتنا المثقلة بالهموم والشجون .. أنها فرحة وطن بعد عدة سنوات من النكسات .
نجاح نسور قاسيون في عبور دور المجموعات للمرة الأولى من نهائيات كأس آسيا المقامة في العاصمة القطرية الدوحة ، بعد ست مشاركات فاشلة لتكون المحطة السابعة بادرة أمل في عتمة الظلام الذي مر على الكرة السورية ليحتل نسور قاسيون المركز الثالث في المجموعة الثانية التي ذهبت صدارتها للمنتخب الاسترالي والوصافة للأوزبك وذلك بعد الفوز على المنتخب الهندي بهدف عمر خريبين .
الوصول لدور 16 لم يكن مفروشا بالورود بعد تعادل وخسارة ، لكن حرص اللاعبين على تقديم المطلوب أداء ونتيجة على أرض استاد البيت جعل النتيجة النهائية تصب في صالح منتخبنا ومعها تأهل نسور قاسيون للدور الثاني وسيواجه منتخب إيران في دور الـ16، يوم الأربعاء المقبل في تمام السابعة مساءً .
الذهاب إلى أبعد من دور 16 حلم قد يكون صعب المنال قياسا على فترة التحضير والاستعداد التي خاضها الفريق وهو الذي ضم في صفوفه لاعبون من قارتي أوروبا وأمريكا الجنوبية وهذا يحتاج إلى فترة حتى يتحقق الانسجام والتفاهم بينهم، لكن الانضباط والتصميم على تحقيق الفوز في الدور ثمن النهائي والتأهل ليس بالامر المستحيل في عالم المستديرة التي تعترف بما يقدم على أرض المستطيل الأخضر وماقدمه أسود الرافدين أمام اليابان شاهد عيان على ذلك … لتكتمل الفرحة بتأهل منتخب فلسطين للمرة الأولى وهو الذي يمر بظروف غير طبيعية ومع ذلك قدم نفسه على أنه منتخب قادم على الساحة الآسيوية بانتظار تأهل النشامى .
الطموح بتجاوز إيران قد يبدو ضربا من الخيال ، لكن في كرة القدم الإصرار والعمل مع حسن التوفيق واستغلال الفرصة المناسبة يجعل ذلك امرا واردا، وإذا نجح نسور قاسيون في ذلك سيكون الطريق أسهل للتواجد في المربع الذهبي وربما أكثر من ذلك .
مامون العويد