خمسون يوماً كسرت ظهر الكيان

 

أول حقيقة ثابتة أمام الجميع سواء المنصفين منهم أم المكابرين الجاحدين أنه قد تم تسجيل الانتصار الساحق للقضية الفلسطينية والمقاومة بل وكل قوى التحرر في العالم منذ السابع من تشرين الأول، وفي خمسين يوم من محاولة إلحاق أكبر دمار وخسائر بغزة فالكيان الصهيوني أجبر على تجرع السم وأملت المقاومة الفلسطينية شروطها ، وقد اعترفت كل وسائل إعلام الكيان بالهزيمة ، فالسياسة هي امتداد للحرب ، ونتائج أي مفاوضات مرتبطة بموازين القوى على الأرض، وبينما كان (نتنياهو) و(غانتس)، (يكبران رأس) كما يقول المثل ويتحدثان عن  إطلاق سراح كل (الرهائن) بلا مقابل فقد خضعا لواقع أملته صفعة السابع من تشرين الأول ثم الصمود الأسطوري للمقاومة الفلسطينية والدعم من قبل قوى المقاومة في سورية ولبنان واليمن والعراق وإيران.

لقد وافق (النتن ياهو) صاغراً على كل شروط المقاومة بدءاً بوقف إطلاق النار مؤقت، ووقف تحليق الطائرات الحربية في سماء غزة، ومضاعفة تدفق المساعدات وشاحناتها بما فيها الوقود إلى القطاع جنوبا وشمالا، بينما كسرت حماس والمقاومة أنف كيانه الإرهابي ووصلت إلى المسافة صفر التي جعلت جنوده يتبولون على شاشات التلفاز في ثيابهم ، وهو لا يستطيع سوى الانتقام من الأطفال والعجزة والمرضى في المستشفيات فانفضح وتعرى عالميا هو وداعميه، كما تعرت للأسف أنظمة عربية كانت ترقص بينما أطفال غزة يموتون جوعاً وحزناً وقصفاً وعدواناً.

لقد اعترف مدير مقبرة جبل (هرتزل) العسكرية بالقدس المحتلة، أنه كان  يشرف على دفن خمسين جندياً إسرائيلياً كل يومين ، عدا عن المئات من الجنود والضباط الذين نفقوا في هجوم السابع من تشرين الأول أو الذين تم أسرهم ، إلى جانب 250 مليون دولار في كل يوم حرب، بينما ظهرت قوة الاحتمال الفلسطيني غير المحدودة والجبارة بكل معنى الكلمة فاتضحت منذ بداية الحرب هزيمة الكيان وتمريغ سمعته الوهمية في الوحل.

خمسون يوماً جعلت من جنرالات الكيان وأجهزة مخابراته مسخرة لإعلام الكيان ذاته حينما اضطروا أن يفبركوا الفيديوهات عن سيطرتهم على أنفاق وهمية أو إنشاء حماس لقواعد في المستشفيات وإثر كل فيديو كان إعلام الكيان يحرج بي الفضيحة ويضطر للاعتراف بصحة رواية المقاومة ويبهدل (نتنياهو) وجيشه الذي تم قهره.

خمسون يوماً أخرى ربما تكون قادمة فالحرب لم تنته بعد وقد أعلنت المقاومة أنها جاهزة لحرب لا تنتهي بينما يبدو أن الكيان الذي وافق مقهوراً على كل شروط المقاومة بعد أن لم يبق مبان ليدمرها ليس قادراً على الاستمرار يوماً واحداً وقد بدأت رقعة الاحتجاجات العالمية ضده تزداد وينكشف زيف كل تاريخه الأسود، خمسون يوماً أذلت الكيان وكسرت ظهره بينما خرجت المقاومة وحلفاؤها منتصرين انتصاراً أذهل العالم كله وخرجت منه حكومات كثيرة لم تستطع حتى استدعاء سفيرها بالخزي والعار الأبديين.

الفرات

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار