درس من العيار الثقيل لمرضى وشياطين الهزيمة، فقد صار عندنا في عالمنا العربي مؤخراً نوعان من المشككين في أي انتصار، الأول هم مرضى الهزيمة، هؤلاء المهزومون داخلياً وهؤلاء يؤمنون فعلاً بتخلفنا المطلق وتفوقهم المطلق وبضعفنا الأبدي وقوتهم الأبدية، وهم نتيجة لشياطين الهزيمة من أقلام وأفكار مأجورة شديدة الرخص والخسة، هم أدوات شبه بشرية ربما يبلغ رخصها أنها مشتراة بقوت يومها فقط مقابل أن تطبل ليل نهار بضعفنا المحتوم وانتصارنا المستحيل الذي حتى إن تحقق فمشكوك فيه، فصار علينا أن نداوي مرضى الهزيمة المزمنين ونبحث بشكل جاد عن فيروسات وشياطين الهزيمة لاستئصالها.
في فجر السابع من تشرين الأول اقتحمت المقاومة الفلسطينية الكيان المنفوخ براً وبحراً وجواً وهبطت كطيور الأبابيل ومسحت بكرامة (الجيش الذي لا يقهر) حاويات القمامة والمراحيض حيث اختبأ الجنود والمستوطنون ومن الحاويات والمراحيض راح أبطال المقاومة ينتشلونهم ويأخذونهم مصفدين بالأغلال.
بغارة واحدة وعشرات الرجال تكبد الكيان المنفوخ خسائر جعلته مسخرة للعالم كله، خلال ساعات راح جنوده يختبؤون في حاويات القمامة ويتركون آلياتهم المصفحة المدججة بالسلاح، ثم يتم اقتياد جنرالاتهم باللباس الداخلي أمام كاميرات العال كله، ويخرج علينا باكون ذارفون لدموع التماسيح زعماً أنهم أهالي فلانة أو فلان من المستوطنين، هذا من ألمانيا وتلك من أمريكا، فإذا كانوا ألماناً وأمريكيين فلماذا هم في أرضنا يبنون عليها جحورهم؟!
خلال ساعات خسر الكيان المزعوم ما لا لم يكن يتخيله أي محلل عسكري من محلليهم، واقشعرت أبدان مناصريه خوفاً وهم يرون (أسطورتهم الميركافا) تسلية كالطرطيرة لأطفال غزة، و(فخر الصناعة الأمريكية البلاك هوك) يتم اصطيادها كالعصافير و(الحائز على أرفع الأوسمة العسكرية الجنرال المجرم ألوني) يتم اقتياده ذليلاً أمام العالم باللباس الداخلي بعدما خلع بدلته العسكرية خوفاً ورمى بها في القمامة حيث مكانها الطبيعي.
يا له من درس لداخل كل بلد عربي قررت قيادته التخلي عن الحق الفلسطيني والانحناء للقوة الأمريكية التي كسر المقاومون ظهرها في السابع من تشرين الأول !! إنه درس يقول انظروا، ألم نقل لكم إن هذا الكيان أوهن من بيت العنكبوت ؟! إنه درس لفيروسات الكيان الرخيصة التي تنتشر في الجسد العربي مطبلة بتفوق لا وجود له وظهر زيفه المطلق، طبلوا وأنتم ترتجفون ذعراً فقد بات يوم استئصالكم قريباً، وهو درس عظيم لمرضى الهزيمة المخذولين نفسياً، أولئك الذين لم يقنعهم كل التاريخ الذي يؤكد أن هؤلاء لم يبنوا حتى قرية إلا وتمت إزالتها من أيام نبوخذ نصر وحمورابي إلى اليوم فمن أين لشذاذ الآفاق أن يبنوا (دولة لا تقهر) ؟! لكن مرضى الهزيمة لا يقنعهم تاريخ ولا جغرافيا، تقنعهم رغم أنوفهم طائرات الأبابيل وصواريخ المتبر حتى ولو أنكروا فكيانهم المنفوخ تم تنفيسه ليصير خرقة كتب عليها في كل وسائل التواصل وقنوات العالم وشاشاته: (تم الدعس).