مستوى جديد لعلاقة قديمة

صرحت المتحدثة باسم الخارجية الصينية قائلة: (نرى أن زيارة الرئيس بشار الأسد ستعمّق الثقة السياسية المتبادلة والتعاون في مجالات مختلفة بين البلدين، بما يدفع العلاقات الثنائية إلى مستوى جديد) وهذا التصريح يأتي في التوقيت الذي تحاول فيه أمريكا ومن ورائها من تحالف الشر فرض عزلة على الشعب السوري والضغط عليه اقتصادياً بشتى وسائل الشر وأدواته حتى تمرر مشاريعها في رسم خارطة جديدة وإخضاع الشعوب واستعبادها، لكن القدرات الهائلة التي يمتلكها الشعب السوري وقيادته تكسر كل يوم مخططات هذا التحالف وتحولها إلى أوهام بدءاً من الاختراق الذي حققته القيادة على المستوى العربي وفرض الشروط السورية وصولاً إلى مستوى جديد لعلاقة تاريخية وطيدة مع بكين.

فما الذي قصدته المتحدثة بالمستوى الجديد رغم أن أواصر العلاقة المتينة معروفة للقاصي والداني، إنها عنت الاقتصاد أولاً فسورية هي في قلب المشاريع الجيو-اقتصادية الكبرى للصين (مشروع طريق الحرير والحزام)، ومنظمة شنغهاي، والبريكس وكلها تلتقي مع مشروع البحار الخمسة الذي طرحه السيد الرئيس عام 2004 ، والمستوى الجديد من العلاقات سيؤدي إلى انضمام سوريا للبريكس وطريق الحرير الذي تنضم إليه أكثر من 90 دولة حول العالم وبالتالي كسر مدروس للحصار وإعادة العدالة وإنهاء القطبية الأحادية المرتكزة على المشاريع التقسيمية.

إذا كانت المسافة الجغرافية بين الصين وسوريا بعيدة فإن هذا لم يعد يعني شيئاً في عالم اليوم، وسورية تتوسط  جغرافياً المشروعين المشتركين مشروع طريق الحرير الصيني ومشروع البحار الخمسة السوري فهي صلة وصل بين  إفريقيا وآسيا وأوروبا و وصل لشبكة الطاقة وطرق النقل العالمية، وتنفيذ المشروعين يعني تعزيز التغيرات الاقتصادية العالمية الحالية لصالح العدالة.

ليست أمريكا فقط من يخطط للمستقبل من منطقها الاستعبادي والأحادي، فهناك من يخططون لمستقبل أفضل لشعوب العالم وشعوبهم بهدوء وحكمة بالغة ثم تأتي النتائج طبق ما يريدون، هذا عن الجيو – اقتصاد المرتبط بالسياسة ولنا كلام آخر عن الثمار الاقتصادية التي ستظهر ملامحها خلال اليومين القادمين من الزيارة التاريخية.

الفرات

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار