أحسن ما سمعناه في الأيام الماضية هو الاعتراف المخذول لوزير في حكومة الكيان الصهيوني يقول فيه: إن لدى المزارعين الفلسطينيين مثلاً رائجاً يقول (الثعلب بلع المنجل على الحدين) واعترف وزير الكيان أنهم عندما بلعوا أراضي الفلسطينيين عام 67 كانوا فعلاً يطبقون هذا المثل فبلعوا منجلاّ ذا حدين يمزقهم من الداخل.
نشهد اليوم بداية النهاية لثعلب ابتلع أراض سورية في خاصرتها الشرقية وسلتها التموينية في دير الزور والحسكة والرقة، فبتلع منجلاً على الحدين لن ينتهي منه إلا بنفوقه غير مأسوف عليه، فلقد ارتضى التنظيم الإرهابي الانفصالي المسمى “قسد” أن يخضع لذل العمالة الأمريكية، وارتضى أن يكون خادماً خائناً يسرق نفط الشعب السوري وقمحه وقطنه وثروته الحيوانية، كما ارتضى الإرهابيون من خدم أردوغان العثماني أن يحاصروا أهلهم ويمنعوا عنهم الماء في شدة الحر ويعطشوا الأطفال وكبار السن والمرضى في جرائم مقززة يندى لها جبين الإنسانية.
راهن ثعلب “قسد” الخبيث والخائن على أفراد خونة مثله وسرق أراضي من أصحابها، واعتقل وطرد وسرق، ناسيا أن أبناء العشائر العربية لا يستكون على ضيم، وهم الذين طردوا فرنسا بالحديد والنار، ولن يقبلوا بخيانة أفراد منهم مردوا على الخيانة والنفاق لأبناء العشائر سمتهم السورية وبوصلتهم الوطنية معروفة، وفي غمرة غبائه نسي أنه ابتلع المنجل الذي أبدع كل حضارة البشر المعروفة قبل آلاف السنين على ضفاف الفرات ودجلة والخابور، وها هو المنجل يمزق جسد الثعلب الخائن للخبز والملح.
انتفاضة عارمة يقودها أبناء عشائر دير الزور الوطنيون ضد مرتزقة “قسد” ويثبتون خلالها أنه لن تبقى قطعة أرض إلا وتعود للدولة السورية ولن يرفرف علم إلا علم حماة الديار، وكالأم وعاداتها تتعامل الدولة السورية مع التوابين الأوابين من أبنائها، وهي لم تتخل عنهم يوماً فكيف تتخلى عنهم اليوم؟ ولقد أدرك أبناء العشائر أن “قسد” ليست إلا أداة لتقسيم الوطن وسرقة ثرواته وحرمانهم من نعمه لصالح الأمريكي الدجال.
فبينما كانت “قسد” تبتزهم وتعتقلهم وتصادر أراضيهم وتحارب لغتهم وعاداتهم، كانت الدولة السورية كالأم الحنون تدعمهم بكل الوسائل فتشق لهم آبار الشرب وتصون لهم البنى التحتية وتقوم بتحديثها وتحدث لهم المشافي بأحدث الأجهزة وتجلب لهم الدواء وتستنفر المنظمات الدولية لحمايتهم ومساعدتهم وتستقبل بالمجان أولادهم ليحصلوا على التعليم الحكومي ولا يضيع مستقبلهم، وتفتح لهم مراكز حماية المستهلك وخدمة المواطن وتستخدم كل إمكانياته المحدودة بسبب سلوك “قسد” الانفصالي ليحصلوا على الخدمات كأي مواطن سوري.
لقد أدرك أبناء العشائر الفارق بين أم حنون وثعلب رخيص خائن فراحوا ينتفضون ويقاتلون أتباع الشيطان الأمريكي مطمئنين إلى أن وراء ظهورهم دولتهم تحميهم، تستقبل جرحاهم وتعالجهم، وتستقبل الفارين من نار الحرب وتؤويهم وتطعمهم وتحميهم، وتحارب سياسياً وإعلامياً لنصرتهم وإعادة أراضيهم المستلبة وثروات الشعب السوري المسروقة.
لقد كتب الجيش العربي السوري خلال سنوات الحرب الكونية على سوريا وكتب الشعب العربي السوري وخلال الحصار الجائر المستمر أساطير لم تسجل من قبل في التاريخ الإنساني، وها هو الجيش العربي السوري والشعب العربي السوري ينتقلان من مرحلة المواجهة والصمود إلى الهجوم واستعادة كل ذرة تراب من الأراضي المسروقة، لقد كان من البديهي أن تعود الثروات إلى أهلها فقد سرقها ثعلب مأجور وقد ابتلع المنحل على الحدين.
الفرات