حال صحفيي المنطقة الشرقية كحال زملائهم في كل مكان، ينتمون إلى اتحاد هو الأضعف في تقديم الخدمات لمنتسبيه بين جميع النقابات والاتحادات، لنتخيل فقط أن راتب المتقاعد الذي أمضى ما فوق الـ 32 عاماً يبلغ 25 ألف ليرة، أي ثمن ثلاث سندويشات فلافل أو بطاطا !! هل هذا معقول؟! وسقف القروض للأعضاء العاملين هو 800 ألف ليرة وهذا المبلغ لا يغطي شهراً واحداً من تكاليف طالب شهادة إعدادية أو ثانوية ولا يصح أن تطلق عليه تسمية قرض أصلاً، وأعلى سقف للوصفات الطبية هو 35 ألف ليرة في العام، نعم في العام وليس الشهر، أي بما لا يكفي ثمن ظرف التهاب (أوغمانتين) واحد!!
أرقام غير واقعية للأسف، بل طريفة إذا ما قورنت بالواقع الذي يعيشه الصحفي الذي لم يعد راتبه الحكومي يكفيه ثمن مواصلات مزدحمة يكتوي تحت الشمس للحصول عليها، ولا يكفيه مثله مثل أي موظف ثمن وجبات غداء عادية لمدة أسبوع إذا كانت لديه عائلة، فما الذي يقدمه اتحاد الصحفيين لدعم أعضائه في ظروف كهذه؟!
عدا عن كل هذا فإن ظروف عمل الصحفيين في المنطقة الشرقية شديدة الصعوبة، بل وخطرة في المناطق التي يسيطر عليها الانفصاليون، وقد تعرض فعلاً مراسل الفرات في الحسكة للاختطاف عدة أشهر من قبلهم في فترة سابقة، كما كان صحفيو المنطقة الشرقية أو الزملاء الذين يأتون إليها يمتلكون ميزة الإقامة في فندق يمتلكه الاتحاد وقد ذهبت هذه الميزة الوحيدة مع استيلاء الانفصاليين على الفندق ونهب محتوياته.
خلاصة القول إن صحفيي المنطقة الشرقية أسوة بزملائهم في بقية المحافظات يطالبون باتحاد أكثر دعماً وأكثر واقعية لا يقدم أرقام ما قبل الأزمة والحصار الجائر من قوى الاستكبار على الشعب السوري بكل فئاته.
الفرات