كل يوم جلاء جديد

 

كان أجدادنا يقولون إن الحفاظ على الاستقلال أصعب من الاستقلال نفسه، بالرغم من كل الدماء التي بذلوها والمجازر التي ارتكبها المستعمر ضدهم، ومع هذا بقوا يوصون بالمهمة الأصعب وهي الحفاظ على نتائج الاستقلال وأولها الوعي الوطني الذي تشكل معمداً بالدماء الطاهرة التي كان آخرها شهداء حامية البرلمان السوري في 29 أيار وشهداء دمشق التي أمطرها الفرنسيون بقذائف الحقد.

شعار بسيط واضح الكلمات نادى به سلطان باشا الأطرش بأعلى صوته ليجمع إليه أبطال سورية من كل حدب وصوت، وليصير صوته صوت كل السوريين: (الدين لله والوطن للجميع، لا طائفية, ولا تنازع, ولا أحقاد, بل وطن واحد, وشعب واحد, وهدف واحد، حرية في العقيدة, ومساواة أمام الواجب الوطني)، وراحت بيانات الثورة المتوالية والمستمرة تردد هذه الكلمات وتتخذها منهجاً بلور وعي السوريين، وأثمر استقلالا سقي بالدم فترسخ وتجذر ثم أثمر ارتباطاً بالعروبة وفهماً لها فكان تأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي، ثم ثورة الثامن آذار ثم الحركة التصحيحية المجيدة التي قادها القائد المؤسس حافظ الأسد، ليعقبها انتصار تشرين وجعل سورية قلعة العروبة ومأوى العرب، وحضن المقاومة، فراحت تسقط المؤامرات تحت أقدام السوريين، حتى ولو اشترك فيها كل العالم.

منذ السابع عشر من نيسان عام 1946 وسورية تحافظ على وعيها الذي أدى إلى انتصارها، وعلى مكتسبات الجلاء الأغر وتصونها بالدم، وتصون كرامة العرب، حتى من هانت علبه منهم كرامته فإن سورية لا تقبل إلا بالعطف على الشقيق واسترداد عزته وكرامته، فهي بنت الجلاء وبنت المقاومة التي تربت في أحضان الجلاء والتصحيح والمقاومة، ومنذ ذلك اليوم وحتى دحر المؤامرة الكونية بوعي الشعب العربي السوري وأسطورية الجيش العربي السوري وتاريخية القائد الرئيس الدكتور بشار حافظ الأسد، تشهد سورية كل يوم جلاء جديداً، وها هم من ارتكبوا بحقها الأخطاء من إخوتها العرب يأتون نادمين إلى حضنها المفتوح في نصر جديد مؤزر لها ولقائدها ولجيشها وشعبها وأصدقائها الذين دافعوا عنها وساندوها، وها هي بوادر جلاء جديد تلوح على القريب العاجل، فما أشبه اليوم بالأمس والغد باليوم !!

الفرات

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار