الصهيوني جو بايدن في المنطقة، زار إسرائيل والسعودية بعدها، وما الجديد في هذا؟ فعلها قبله الصهيوني ترامب، وغيره، ورقصوا له بالسيوف، وبعضهم دشن جامعا باسم إيفانكا ترامب!! إنه انحدار أخلاقي وقومي كامل وعبادة للمغتصب بدل مقاومته وانهيار دراماتيكي للصفوف بدل رصها على بعض.
ربما لا تكون زيارة بايدن أكثر من مكياج يقدمه لخليفته كاميلا هاريس في مواجهة الجمهوريين، هذا داخليا، أما خارجيا فمحاولة لمكياج الوجه الأمريكي الدجال كله على بعض بعدما فقد رونقه نتيجة الصفعات الروسية المتوالية من سوريا إلى أوكرانيا عسكريا، واقتصاديا قلب الولايات المتحدة وأوروبا، حيث أثارت المواطنة الأمريكية البيضاء الإنغلوسكسونية أي واحدة من (الزنابير) الخام، موجة من السخرية على وسائل التواصل العربية عندما خرجت على صفحتها في فيديو تشتكي من غلاء البنزين ووقوفها في الطابور أمام الكازية !!
ودعك من السخرية فهذا الفيديو يفهمه الساسة الغربيون ويعون مضمونه المرعب، فهم لعبوا مع الدب في على باب بيته وحصدوا النتائج التي يستحقونها، وربما يكون ما أعلنوا عنه صحيحا وهو أن الزيارة تأتي لحشد الحلفاء في مواجهة (التهديد الإيراني)، لأن هذا هو المطلب الإسرائيلي الأول فإسرائيل مذعورة من إيران بكامل أطيافها من رجالها العسكريين والاقتصاديين، وصولا الى طبقتها الدينية ومستوطنيها المعتوهين الذين يؤمنون بأساطير تثير فزعهم الوجودي من إيران، ولم يكن ثمة بد أمام بايدن إلا إعلان صهيونيته الرسمية قبل الزيارة حتى يرسل رسالة مسبقة لمن سيجتمع بهم تقول إنه ليس محايدا، بل هو منحاز سلفا إلى إسرائيل وأن زيارته ليس هدفها (حماية العرب) بل حماية إسرائيل.
هناك نقطة مهمة في قراءة الزيارة وهو تعاطي الإعلام الغربي والخليجي معها، فالأعلام الخليجي تحديدا والغربي أفردوا لها مساحات خجولة، ولم يطبل ويزمر لها سوى الإعلام الإسرائيلي، أما الخليجيون والغربيون فما يرعبهم هو تورطهم في مستنقع أوكرانيا هو الخبر الطاغي على يومياتهم مع تداعياته الاقتصادية، وهذا كله جعل علبة المكياج التي يقدمها بايدن لكاميلا تقليد ورخيصة ولا تفيد سمار بشرتها، وأقصى ما حصل عليه من كل هذا التطبيل الإسرائيلي هو موافقة السعودية على تبادل الطيران مع إسرائيل وفتح المطارات، وهو لا يضحك بهذا إلا على نفسه، فحتى الأطفال الصغار يعرفون أنها لم تكن مغلقه حتى يفتحها بايدن!!
كل المؤشرات تقول إن كاميلا حصلت على مكياج رخيص، وهي لن ترث في الحقيقة إلا أمريكا أضعف وأكثر تأزما داخليا وخارجيا، هذا إن ورثتها، ولم يخرج بايدن وكاميلا بخفي حنين من البيت الأسود أو بـ (بزفة) على حد قول العرب.
محمد الحيجي