عقدت القيادة السورية عزمها هذا العام عل استلام كل حبة قمح سورية، سواء من المناطق الآمنة أو غير الآمنة، تلك الخاضعة لسيطرتها أو تلك الخاضعة لسيطر انفصاليين، وفي سبيل هذا قدمت القيادة السورية ممثلة بحكومتها تسهيلات مدهشة، والهدف واضح وصريح وهو تسلم كامل محصول القمح على الأراضي السورية، إذا هكذا كان قرار القيادة: (لن يتم حصاد أي حبة قمح على أراض سورية إلا وتعود ملكيتها للحكومة السورية والشعب السوري لا سواهما).
سيد الوطن السيد الرئيس بشار الأسد وجه حكومته برفع سعر شراء القمح ليصل الكيلو إلى ألفي ليرة من المناطق الآمنة وألفين ومئة ليرة من المناطق غير الآمنة، كما وجه سيادته الحكومة بالاستعداد الكامل والجاهزية لاستلام كامل محصول القمح من الأراضي السورية فبدأت الحكومة بمؤسساتها وقطاعاتها المسؤولة باتخاذ كل التدابير الكفيلة بذلك.
تم اعتماد 45 مركزا لاستلام الأقماح من بداية حزيران، تفتح أبوابها لثلاثة عشرة ساعة يوميا من الساعة السابعة صباحا وحتى الثامنة مساء، وتم رصد 5000 مليار ليرة كمبلغ أولي لدفع ثمن الأقماح وتسليمهم الثمن ضمن أسبوع على الأكثر، وتحديد نسبة الأجرام بأكثر من 23 بالمئة، وكذلك تسلم الأقماح مهما كانت نسبة الأجرام فيها والشوائب على أن تكون نفقات الغربلة كاملة على الدولة السورية.
كل هذا وأكثر تم إنجازه من قبل الدولة السورية كي تتسلم كامل أقماح أراضيها، وهي قد ضمنت حتى المواصلات والمحروقات، وحشدت الطواقم اللازمة، والقيادة بهذا ترسل رسالتين، الأولى داخلية لمواطنيها تقول فيها: (اطمئنوا، أنتم في أيد أمينة، ليمطر الغيم حيث يشاء، في الشمال أو الشرق أو الجنوب أو الغرب، فكل حبة قمح تنبت من هذا المطر هي ملك لكم وحدكم) إنها رسالة من الدولة القوية المنيعة الحريصة على مواطنيها.
الرسالة الثانية خارجية لمن توهموا أنهم ينهبون ثروات الشعب السوري أمام عينيه وتقول: (الآن القمح وغداً النفط وغيره، كل حبة من ثروات الشعب السوري ستعود إليه شاء من شاء وأبى من أبى، وليس الشعب السوري ولا قيادته ممن يسكتون على الضيم، ولم يشهد التاريخ منذ آدم وحواء أن السوريين سكتوا على ضيم).
القيادة السورية قامت بواجبها الكامل، وبقي الشطر الثاني من المعادلة وهو الفلاح، بقي عليه أن يتمم المعادلة ولا يبيع قمحه وبالتالي ضميره ووجدانه، فالقمح الناتج من أرضه هو رمز انتمائه للوطن وضميره ووجدانه، بقي عليه ألا يبيع للمحتلين وأزلامهم وقراصنة السوق السوداء، فكل حبة قمح سورية هي من حق السوريين لا سواهم، ويوم تصابون بحوادث الزمان ويبيعكم من اشتراكم بدراهم معدودة أيها الآبقون عن الرحم السورية لن تجدوا حنانا إلا عندها، ولا خبزا إلا على موائدها الكريمة، ومن لم يسمع منكم قصة الابن الضال فليقرأها في الكتب المقدسة.
هذه هي المعادلة اليوم، كل حبة قمح تنبت على الأرض السورية تتمتع تلقائيا بالجنسية السورية، كل حبة قمح تمنح فورا الهوية السورية وجواز السفر السوري أيضا لكن مع قرار بالقلم الأحمر يقول: (منع مغادرة لصالح الشعب العربي السوي).
محمد الحيجي