لا يكاد ينتهي مرسوم عفو من القيادة السورية بعودة من تم التغرير بهم إلى المجتمع حتى تبدأ مصالحة، ولا تنتهي المصالحة المستمرة بعودة الآلاف من العوائل إلى قراها ومدنها حتى يأتي عفو جديد، وقد برهن هذا على أن القيادة السورية وعلى رأسها سيد الوطن السيد الرئيس بشار الأسد يأتي شعبها أولا وأخيرا في سلم الألولويات، وقد قال صانع سوريا القائد الخالد يوما: (قوتان لا تقهران قوة الله وقوة الشعب)، وعلى هذا الدرب سارت القيادة السورية دائما فانتصرت بالشعب، وها هي تعيد البناء بالشعب، يدا بيد مع الذين كافحوا وصبروا ودعموا فانتصروا، وعفوا عمن تم التغرير بهم فأخطأوا وسامحتهم القيادة الحكيمة وتسامحهم ليعودوا أبناء لها أسوة بغيرهم، ويموت الذين غرروا بهم بغيظهم.
يأتي مرسوم العفو الجديد شاملا هذه المرة برحابة صدر لم يشهد لها التاريخ الحديث ولا القديم مثيلا، لم يسبق لدولة أن عفت عمن مارس الإرهاب واعترف بذلك وعمن قبض أموالا ليدير بها منظمة إرهابية، وعمن روج للإرهاب ودعمه وموله من السوريين، لم يحدث هذا أبدا لدى الدول التي تنعق ليل نهار بحقوق الإنسان، ومن الطبيعي أنه لن يحدث عند دول البقرة النفطية أو لعل تشبيه الناقة النفطية أدق التي تخبط خبط عشواء في صحراء الظلام والتخلف.
إن الرسالة شديدة الوضوح هذه المرة، المواطن السوري مقدس لدى قيادته، حتى لو ارتكب خطأ جسيما هائلا بحجم ممارسة الإرهاب، ومن قداسة المواطن لدى قيادته أن العفو لا يشمل من قتل سورياً واحداً، هذه هي الرسالة: من قتل مواطنا سورياً فلا عفو عنه، ولا قداسة مطلقا لغير السوريين ممن جاؤوا يتبعهم قمل لحاهم الوسخة كي (يفتحوا روما) ففتح عليهم جند الحق من ليوث الجيش العربي السوري نيران الجحيم، وفتحوا لهم قبورا مكثت جيفهم فيها وسجونا هم فيها ماكثون ولا عفو عنهم، لأنهم ليسوا سوريين وبالتالي ليسوا مقدسين.
عانى الشعب السوري العظيم الأمرين من إرهابهم، شباب كالزهور استشهدت في سبيل الحق، عائلات بأكملها اختطفت وضاعت من بين أيدي الأم سوريا وهي تنعى فلذات أكبادها ممن يساوي الواحد منهم شعبا كاملا، فصبرت وصبروا وضحت وضحوا حتى بسطت شمس الحق ضياءها فوق أرض أرادوها ظلاما، ثم بعد هذا كله، راحت القيادة تثبت كل يوم هذا المعيار، معيار قداسة السوريين بالنسبة لها، وها هي ترأب الصدع باتساع أفق وتسامح لا مثيل له في التاريخ القديم ولا الحديث، وهام جميع السوريين من قاتلوا وتألموا، ومن انخدعوا وغرر بهم وطالهم التسامح الأمومي الأبوي ها هم يرفعون الصوت عاليا: (طرفا المعادلة لا يمكن الفصل بينهما، السوريون مقدسون لدى قيادتهم، وقيادتهم مقدسة لديهم، وبعد الخزي والعار الذي لحق بناعقي الديمقراطية وشياطين صناعة الإرهاب على أرض الميدان، ها هو الخزي يجللهم تجليلا، وسيظل يلاحقهم إلى أبد الآبدين).
محمد الحيجي