يعجز اللسان عن وصف ما تقوم به ميليشيا (قسد) الإرهابية الانفصالية تجاه المدنيين في الجزيرة السورية، فمنذ بدأت ارتهانها للأمريكي والغربي فقدت العقل، واستحقت فعلاً لقب الانفصالية لأنها منفصلة عن الواقع الجغرافي والسياسي والاقتصادي والاجتماعي والتاريخي.
يمكن تشبيه سيطرتها الزائلة حتماً على الجزيرة السورية بحكومة الأرنب التي هي محط سخرية لا من العالم وجيرانها فحسب، بل من الذئاب الغربية الداعمة لها نفسها، ومن مواطنيها أيضاً، وإن كانت (قسد) غلبتهم بقوة السلاح الأمريكي فالتاريخ يقول إن الأمريكي أينما حل يتم طرده، والاعتماد عليه محض سراب خادع وهذه حقيقة لم تبدأ بفيتنام والصومال ولن تنتهي بأفغانستان والعراق.
تمارس (قسد) كل أنواع الفجور بدعم من الغرب، وبدون أي دعم شعبي فهي متسلطة على الأكراد بقوة الخيانة كما هي متسلطة على باقي مكونات الجزيرة السورية، وقد فاقت ممارسات (قسد) الوصف، ممارسات شيطانية بامتياز، حرق للمحاصيل الزراعية وسرقة لها، وسرقة وسطو على الثروة الحيوانية، وقصة الفلاح الذي أطلق النار على غنمه مفضلاً ذلك على سرقتها منه يندى لها جبين التاريخ خجلاً، فهل يوجد من لص أكثر نذالة من هؤلاء؟!
كل هذه الممارسات التي نتلوها ليست بتخطيطهم، لكن بتخطيط أمريكي جبان والدلائل والإشارات واضحة، إنهم رأس حربة لما كان متفق عليه من تخريب سوريا ثم تجويع شعبها، وسرقة ثرواتها، وهل يوجد من هو أخس ممن يرد الجميل بالقبيح والإحسان بالإساءة؟! كان هؤلاء المرتزقة اللصوص الأجراء رأس الحربية في سرقة ثروة السوريين ومواردهم فالجزيرة هي خزانهم الاقتصادي، ولم يستفيدوا شيئاً إلا دراهم معدودة ووعود كاذبة بدولة وهمية حلمها مثل حلم إبليس في الجنة، لأنهم مجرد أجراء ولم يكونوا ولن يكونوا أسيادا يوما ما.
تحول هؤلاء إلى حراس على النفط والغاز السوري المسروق بلقمة عيشهم، حراس مياومين على حقول كانت لهم وواردها كان يحول أرضهم إلا جنات عامرة، وهاهم اليوم لا يجدون الماء!! لأن كبير الشغيلة يقطعها عنهم متى أراد، وهذا جائز ومتاح أن يصفع كبير الشغيلة صغارهم في قانون البقالية الأمريكية، مريول أردوغان أخضر أما مراييلهم فزرق وهم عمال درجة ثانية.
لم يكتف خدم (قسد) بهذا فرخصت نفوسهم أكثر وصاروا أخبث من سادتهم، راحوا يحاربون الوطن الذي رباهم ودللهم بأخس الوسائل، فتارة يحتلون الدوائر الحكومية ويمنعون الموظفين من تقديم خدمات الدولة للناس، وتارة يحاربون التعليم الحكومي الذي لا ترغب الناس بسواه، فيبلطجون على المدارس والجامعات ويطردون طلابها ويمنعون المعلمين من أداء رسالتهم، ينطلقون مثل الكلاب بصفارة من الأمريكي ليقطعوا المياه عن المنازل والكهرباء كي يبيعوا أمبيراتهم، ويقومون بتمثيلات مع كلاب (داعش) البوليسية المتوحشة تمت كتابتها على يد إحدى عاهرات هوليوود فيدمرون المنشآت التعليمية والصحية ويفرضون الحصار وحظر التجوال ويعتقلون المدنيين بترخيص من الراعي الرسمي للإرهاب في العالم الولايات المتحدة، وهاهم اليوم يطبقون الحصار على الحسكة ويمنعون الدخول والخروج ويعتقلون ويختطفون جهاراً نهاراً.
لقد طفح كيل الناس من حكومة الأرنب، وبدأ الجمر يتوقد ليتحول ناراً ستشويهم عما قريب، وهذه ليست نبوءة بل حقيقة واقعة لمن يقرأ الواقع، وحقيقة تاريخية لمن يقرأ التاريخ، وحقيقة جغرافية واضحة المعالم على الخريطة، وحقيقة اجتماعية وسياسية، وهؤلاء الأجراء الجراء، انفصلوا عن كل هذه الحقائق، وكل هذا الواقع فرحين وموهمين بحكومة الأرنب الذي لن يناله من جزيرتنا السورية سوى حرق فروته، والأيام قادمة.
محمد الحيجي