هل تصبح التشاركية حلا..؟

غالبية أنديتنا الرياضية تعاني ذات الوجع، منذ عقود من الزمن، حتى بات المرض مزمنا، ومن أكثر الأوجاع الرياضية غياب الاستقرار الإداري في الأندية، فالإدارة التي تأتي اليوم لاتعرف إن كانت ستستمر لموسم كامل، أم أنها سترحل عقب المطالبات الفيسبوكية والضغط الجماهيري والإعلامي دون أي سبب مقنع سوى أنها لم تحقق نتائج مع فريق كرة القم.
لعمري أنها كارثة بكل معنى الكلمة، بل والكارثة الأكبر تبدأ من اختيار الإدارات والطريقة التي تتم فيها، وقد تحدثت عنها كثيرا، وسابقا لم تكن الانتخابات تفرز الوجوه الأصلح للأندية، وغالبا ماتكون الشللية وراء صعود إدارة أو فشلها، وحتى طريقة التعيين لم تكن مقنعة لأنها لاتستند لمعايير صحيحة بل على الانتقائية حسب المصالح ومدى قرب أو بعد الشخص من هذا المسؤول أو ذاك، والدليل على كلامي كثرة تبديل الإدارات في غالبية الأندية السورية ومن النادر أن تجد إدارة استمرت في عملها لأكثر من عام..!
المشاكل الإدارية تحدث بسبب عدم الانسجام، وقلة الموارد المالية وهنا بيت القصيد، فالإدارة التي تضطر الى استعطاف الداعمين والبحث عن مورد لكي تقوم بتسيير إعمالها ليست إدارة، والبحث عن داعمين وزجهم في الإدارات أيضا ليست طريقة ناجعة فالداعم الذي يدفع اليوم سيهرب غدا إن لم يحقق مصالحة أو يستفيد من أمواله المهدورة، كما أن الوضع الاقتصادي في البلاد نتيجة الأزمة الراهنة جعلت الداعم يهرب إلى مجالات أخرى أكثر مردودا بل وأكثر احتراما أو منفعة، فهناك جوانب إنسانية تقتضي الدفع أكثر من الجانب الرياضي، هكذا يرددون..
طرحت ذات يوم موضوع خصخصة الأندية ولكن الطرح لم يلق القبول بسبب التخوف من أن تخرج الأندية من سيطرة القيادة الرياضية، وهذا تخوف خاطئ لو كانت الأنظمة والقوانين محكمة وجيدة، واليوم اطرح موضوع الأندية للاستثمار من قبل أصحاب رؤوس الأموال، وهذا يحدث في كل دول العالم، فما الذي يمنع من مشاركة رأس المال في ان يدير الرياضة بطريقته الخاصة تحت إشراف الدولة..
غالبية مصانع القطاع العام والمنشآت تدار بهذه الطريقة التشاركية وفق عقود استثمار واضحة وصريحة.
التشاركية بدل استعطاف الداعمين وتسول المعونات من هذا وذاك، لماذا لانطرح أنديتنا للاستثمار كما هي المطارح الرياضية مستثمرة بالكامل، ومن المؤكد أن صاحب المال الذي لديه هوس رياضي سيجد في الرياضة استثمارا ناجحا في الأندية، حينها سيستثمر في القدم والسلة وألعاب القوى واليد وغيرها حسب الشروط المعتمدة وسيتعاقد مع لاعبين ومدربين بمستوى عالي لكي ينجح ويضاعف رأس ماله، وسيكون من حقه أن يستثمر النادي والموارد البشرية وسيكون لديه سجل تجاري وسيدفع ضرائب للخزينة العامة وسيهتم بالقواعد ويبيع ويشتري ويبني نادي نموذجي..
الأفكار كثيرة عندما يتم قبول الفكرة من حيث المبدأ، ولكن دون روتين وعراقيل ومنافع شخصية حتى لايهرب المستثمر، ولنا تجارب مريرة مع الاستثمارات الرياضية التي لاطائل منها، ولم يستفاد سوى المستثمر..
لننظر في تجارب الأندية الكبيرة ونفعل مثلها، وكفانا تخبطا والبحث عمن يقدم المال ليكون في الإدارة ويكسب الشهرة وربما يدخل من الباب العريض للمكان الذي يريده جراء الشعبية الرياضية ومن ثم يولي هاربا ..
بسام جميدة

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار