ما الذي يجعل من فعاليات الأسبوع الخدمي في دير الزور، وبالطبع في غيرها من المحافظات حدثا يستحق الإشارة إليه والتنويه به إعلاميا؟ سؤال يستحق بدوره الإجابة عليه بما يرضي القارئ.
عانت دير الزور مثل أخواتها من المحافظات، إن لم يكن أكثر من غيرها، من جور الإرهاب ووحشيته، وشهدت تخريبا ممنهجا ومدروسا ومدفوعا ثمنه مسبقا لبنيتها التحتية على يد عصابات أدمنت التخريب قبل المخدرات والإرهاب، ومن المؤكد أن إعادة إعمارها هي الحلم الأكبر والهاجس الأهم لدى أبنائها.
الأسبوع الخدمي الذي ينطلق بمناسبة يوم المجالس المحلية في الـ 17 من شباط، يسهد سنويا تنفيذ فعاليات خدمية وبيئية وتنموية، تنفذها الجهات الحكومية بالتشارك والتعاون مع المنظمات الشعبية والمجتمع المحلي.
أهم ما في الحدث هو تكريس صورة العمل الوطني، وبث ثقافة التشاركية بين الجهات الحكومية والمجتمع المحلي وإبراز الدور المحوري لهذا المجتمع ومساهمته الواجبة والفاعلة في إعادة إعمار ما خربه الإرهاب في بلادنا.
الواقع تغير بشكل كبير خلال سنوات الحرب الكونية على سورية، وضرورة التعاون بين الحكومة والمجتمع المحلي تعكس الإدراك والفهم لما تغير في هذا الواقع، التخريب كان كبيرا جدا، والأعباء على القطاع الحكومي باتت ضخمة، ولا يأتي الأسبوع الخدمي كإشارة سريعة ومنقطعة لضرورة إشراك المنظمات الشعبية والمجتمع المحلي في تحمل أعباء إعادة الإعمار مع حكومتهم، بل يأتي لتكريس ثقافة مستدامة عميقة الجذر في التفكير وفي المنهج.
خلال الفعاليات يجب الحرص على بث روح المواطنة خصوصا باتجاه المستقبل، أي لدى الأطفال واليافعين، ومن خلال فهم الواقع المعاش والمتغير يتم نشر ثقافة الحفاظ على الممتلكات العامة باعتبارها ممتلكات خاصة، فالحديقة ملكي وملكك، والمدرسة والشارع والرصيف وعمود الإنارة وحاوية القمامة، والحفاظ عليها مطابق تماما للحفاظ على أغراضي الشخصية وأغراضك وممتلكاتي وممتلكاتك، والعبث بها – مع التحفظ طبعا – يكاد يقترب مما فعلوه من خربوها وحرمونا منها.
لهذا كله يستحق فعاليات الأسبوع الخدمي دفعها إلى داخل بقعة الضوء، فالواقع الجديد يفرض علينا تكريس العمل التطوعي كممارسة تسهم في تعزيز الانتماء للوطن في وقت نحن أحوج ما نكون لإعادة الإعمار والحياة والجمال لوطن بذل إخوتنا وآباؤنا وأبناؤنا دمائها النورانية زكية رخيصة على محرابه المقدس وغالية على قلوبنا التي ودعتهم للمجد.