نعم …. أخبره يا صغيري

خالد جمعة

وحدك ترحل بلا إثم يثقل أمتعتك. .. وحدك معك صك الغفران جواز عبور بلا حدود توقفك.

وحدك أيها الغائب هنا الحاضر هناك تتلو تراتيل الكلمة بصوت لا يرتجف.

لن تكتم صوتك شاهقات القصور.

وحدك هناك ستتحدث. .. في بهو واسع لا يعرف الجهات .

ستشهد وتقسم أن كل شيء تغير. ..

أخبره كيف كنت تخيط البرد بأوراق تشردك.

عن جوعك في زمن لهوهم.

أخبره عن كتاب بلا كلمات وعن موسيقا بلا لحن وعن بشرية بلا إنسانية

عن إنسانية صهرتها براكين الشهوات وباتت تنام بعريها في أحضان الملذات.

جميهم يرونك كما كنا يروك لكن عبثاُ يحاولون  سماعك لأنهم قبل لم يسمعوا  نداءك  .

لم يسمعوا استغاثتك لأنهم كانوا في غفلة عنك

تعجبهم صور تشردك لوحة جميلة ترضي رياءهم وهي تعلو معلقة في متاحف إنسانيتهم. .. فقط هي كذلك.

أخبره. .. أن السيل وصل الزبى وطمى الخطب حتى غاصت الركب. ..

أيها الشقي. .. وحدك كنت تباهر النظرات بأنين حسرتك بأنفاسك المحترفة تذيب قارعات الطريق

ليس لك تأريخ ميلاد بتقويمهم فكل أجنداتهم لا تعترف بوجودك

نعم أخبره يا صغيري. .. وكفى به وكيلا.

رقم العدد:4539

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار