جاء تشكيل الحكومة السورية التي تم الإعلان عنها ليلة السبت في قصر الشعب، لتكون أول حكومة يتم تشكيلها بعد سقوط نظام الأسد البائد، ملبية لتطلعات السوريين الذين تلقوا قائمة أسماء أعضاء الحكومة بالكثير من التفاؤل والأمل بمستقبل مشرق يتم بناؤه بتعاون وتعاضد جميع السوريين.
قائمة الوزراء جاءت شاملة لمعظم مكونات المجتمع السوري، وضمت كفاءات وخبرات وطنية تمتلك سيرة ذاتية، تبشر بأن المرحلة القادمة، ستكون مرحلة عمل قائمة على استثمار الموارد وتوظيفها بالصورة التي تلبي احتياجات المجتمع السوري وتنتقل به من واقع مرير عاشه طوال سنوات نظام الأسد، الذي عمل بشكل ممنهج على تدمير قدرات الوطن ونهب خيراته وتحويله الى مزرعة خاصة يسودها التسلط وينخرها الفساد، الذي أفضى إلى نهب كل ما يمكن نهبه في سوريا والانتقال به الى واقع جديد، يقوم على العمل الجاد لإعادة الإعمار والبناء واستثمار الطاقات البشرية والموارد لإعادة أعمار الوطن.
وبلا شك فأن المهمة ليست سهلة على الاطلاق نظراً لحجم التركة الثقيلة التي خلفها النظام البائد، لكننا على ثقة تامة بأن الرغبة في خدمة الوطن الذي انتصرت ثورة أبنائه على الظلم والطغيان، ستفضي إلى نتائج إيجابية تفوق التوقعات، وما سمعه أبناء الشعب السوري من السيد الرئيس أحمد الشرع والسادة الوزراء خلال كلماتهم التي تحدثوا بها خلال مراسم إعلان تشكيل الحكومة يعزز هذه الثقة.
ونحن جميعاً مطالبون اليوم بدعم الحكومة والمشاركة كل من موقعه في العمل الجاد والمثمر لبناء سوريا الحديثة، وعودتها الى السكة الصحيحة، رائدة في الإبداع الحضاري والثقافي ومنتجة للفكر والعمل المتفرد الذي يشهد له التاريخ.
محمد الحيجي