ابراهيم الضللي
لم يعد خافيا على احد حجم الاستهداف الكبير الذي تعرضت له سورية خلال الحرب التي تشن ضدها من قبل قوى الظلام والتكفير التي سعت للنيل من كل مقدرات وثروات المجتمع السوري والدولة السورية , لكن الاستهداف الأكبر كان نحو الانسان بكل ما يمتلكه من فكر وثقافة حاول الأعداء الوصول اليها بهدف افسادها وتجهيل المجتمع وحرف أبنائه باتجاه التخلف والتطرف فكانت الجهود كبيرة من قبل الدولة السورية بعد الانتصار الذي حققه الجيش العربي السوري منصبة نحو إعادة بناء الانسان وتخليص المجتمع من حجم الموروث العنفي الذي تعرض له خلال سنوات الحرب وتخليص أبناء الوطن ولاسيما جيل الشباب واليافعين من الأفكار الظلامية التي حاول الإرهاب وداعميه غرسها ولاسيما في المناطق التي خرجت عن سيطرة الدولة لفترة من الزمن فكانت أولويات الحكومة السورية هي إعادة الأطفال والشباب الى صفوف الدراسة وتعويض الفاقد التعليمي لديهم والارتقاء بالعمل التربوي والخطابين الإعلامي والديني ليكون رافعة أساسية للنهوض بالواقع الفكري والثقافي .
وكان لمحافظة دير الزور تجربة رائدة في هذا المجال فعلى الرغم من حجم التخريب والتدمير الذي تعرضت له المحافظة وما يتطلبه من جهد لإعادة الاعمار المادي حرص المعنيون في المحافظة على إيلاء مسألة إعادة بناء الانسان أهمية كبيرة وكان التركيز كبيرا في هذا الجانب عبر خلق حالة ثقافية فكرية واجتماعية وتنموية من خلال الاهتمام بالتدريب والتأهيل وبناء القدرات عبر مراكز متخصصة وانشطة دورية تولد عنها حالة إيجابية تتوافق مخرجاتها مع ما يحتاجه المجتمع في هذه المرحلة وتجسد ذلك عمليا من خلال اطلاق برنامج الأربعاء الثقافي الذي يتضمن أنشطة ومحاضرات وندوات ثقافية وفكرية واجتماعية وتنموية و افتتاح مركز قدرات للتدريب الشبابي في مبنى الأمانة العامة لمحافظة دير الزور والذي يهدف لتنمية قدرات الشباب في مجالات الحاسوب واللغات ومهارات التواصل و صيانة وترميم عشرات المساجد وإقامة دورات تأهيل للخطباء والائمة لنشر قيم الإسلام الصحيح ضمن مركز ارشاد التأهيلي التخصصي الذي تم افتتاحه في دير الزور وإعادة تفعيل معاهد الأسد لتحفيظ وتفسير القرآن إضافة الى رعاية و تكريم المتفوقين والمتميزين وأصحاب الإنجازات والبطولات من طلاب وعمال وسيدات ورياضيين وفنانين لتتشكل حالة إيجابية في إعادة بناء العقل السوري الذي اتسم على الدوام بالاعتدال والعقلاينة والانتماء للوطن والتمسك بالأرض والقيم الاصيلة .
رقم العدد:4410