سيناريو بلا أفق .. !!

 
 
عثمان الخلف

 
ما حدث صباح أمس عند معبر الصالحية في أطراف ” حطلة ” بمحافظة دير الزور مما أسموه مظاهرات تُطالب قوات ما يسمى( التحالف الدولي و قسد ) بتحرير قريتي ” حطلة ” و ” الحسينية ” من الوجود الإيراني و ( ميليشياته ) ماهو إلا مسرحية فاشلة تدل على أزمة لدى كاتب السيناريو والمخرج معاً ، أما ممثلو المسرحية من ( عرب قسد ) فلم يكونوا سوى ( كومبارس ) مدفوع الأجر لحفلة شواء أمريكي للمنطقة برمتها داخلة في مسار حفلات شواء العم ” سام ” بدءاً بأفغانستان فيوغسلافيا فالصومال فالعراق وهلم شواءً أمريكياً بنكهة الموت المتنقل على أجساد شعوب الأرض .

الحدث صُور في فضائيات ( ماما أمريكا ) الأعرابية وشلة المعارضة المأجورة ، وصفحاتهما الفيسبوكية والتويترية والتيلغرامية وووو وغيرها من تقنيات التواصل في العالم الافتراضي على أنه داخل قريتي ” حطلة ” و ” الحسينية ” أي ضمن مناطق سيطرة الدولة السورية في ريف دير الزور الشمالي ، بينما حقيقة الأمر هو أن هؤلاء تظاهروا في منطقة المعامل حيث سيطرة الميليشيا الانفصالية ، ومن تظاهر في ذاك الطرف هم مسلحون هاربون من إدلب ( مسلحو دير الزور السابقون ) أو بالأحرى الهاربون من دير الزور إلى إدلب في العامين 2013 و 2014 وليسوا أهالي وشتان بين التسميتين.

أتت المسرحية فجة وخادشة بحق من سموا أنفسهم ثواراً ، ولك أن تقرأ اللافتة المرفوعة لتُحدد سيماء هؤلاء الثوار ( أهالي قرية حطلة تطالب التحالف الدولي وقوات سورية الديمقراطية بتحريرها من الميليشيات الإيرانية ) ، العبارة ذاتها كُتبت بإسم أهالي قرية ” الحسينية ” … فأي أمريكا هذه التي تُحرر ؟!

لم تأت لافتات المسرحية على مقولات اعتدنا سماعها من قبل ( التحرير من قوات الأسد أو قوات النظام ، ولا حتى مما يسموه الاحتلال الروسي ) بالرغم من أن الجيش العربي السوري والقوى الرديفة والحلفاء يتواجدون في 4 قرى تُجاور قريتي ” حطلة والحسينية ” في الريف الشمالي ، كما لم يُكمل كاتب السيناريو الأمريكي المطالبة بتحرير تلك القرى ال 4 أسوة بشقيقاتها ” الحسينية وحطلة ” ، يحمل العمل المسرحي البائس للعم ” سام ” علامات تخبط ناجمة عن الفشل ، مع قليل من بهارات دق الإسفين بين الحلفاء ، وصولاً لمفردات هستيريا مسيرات الحوثيين التي ضربت  ( بيت خرجية السعودي والأمريكي ) في أرامكو .

جاءت كذلك عقب اعتداء الأمريكيين وميليشيا ” قسد ” أول أمس الخميس على الأهالي في بلدة ” ذيبان ” المحتلة واستشهاد شابين من بيت مشيخة قبيلة ” العقيدات ” ( آل الهفل ) وما تبعه من نعي بإسم القبيلة للشهداء وتوعد للاحتلال الأمريكي ، وهي حادثة تُضاف لممارسات ما يسمى التحالف الدولي برأسه الأمريكي وأداته ميليشيا ” قسد ” في عموم القرى والبلدات والمدن المحتلة في دير الزور ، والتي تؤدي بين الفينة والأخرى لتظاهرات شعبية في تلك المناطق تطالب المحتلين بإخلائها .

الحقيقة التي يعلمها الجميع باستثناء من وضعوا أيديهم بيد المحتل الأمريكي أن المشروع الأمريكي يتنقل بأدواته الإرهابية في الأراضي السورية كأوراق في سياق أهدافه التي يُقاتل بهم لأجلها ، فمن حمص إلى حلب فالريف الدمشقي إلى درعا والقنيطرة ، لتبيت تلك الأوراق الخاسرة تواجه مصيرها المحتوم في إدلب ودير الزور والرقة حيث ستلفظهم الأرض وأهلها قريباً .

 
فهل من يقول لهؤلاء الكومبارس من بقايا ( الحر والنصرة وداعش ) ممن تستخدمهم أمريكا إنكم تلعبون في الوقت الضائع .. اللعبة انتهت وتكرار السيناريوهات السخيفة لم ولن يجدي نفعاً ؟!! 

 
 رقم العدد:4353
قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار