أمين التحرير اسماعيل النجم
من الطبيعي أن تكون السياحة آخر شكاوى المواطن في دير الزور، من صاحب البقالية، وحتى صاحب الفندق نفسه، الأولوية المطلقة الآن للبنية التحتية والأسعار وهكذا بالترتيب، فالمواطن لا يتوقع قدوم سواح بكثافة هذا الصيف مثلاً !!
لكن مهمة الإعلامي والصحفي حددها الفيلسوف سقراط قبل آلاف السنين، مع أن تشبيهه ليس مناسبا تماما لكن يجوز الاستشهاد به، سقراط قال عن الفيلسوف إنه كالبعوضة، تستنزف الدم لا بالشفط بل بالأسئلة، حياته كلها عبارة عن أسئلة، يدور باحثا عن كل ما هو جديد ولافت، أو مختبئ وغامض.
الإعلامي هكذا، تشغله الأسئلة الصغيرة قبل الكبيرة، ويحب البحث في الزوايا المختبئة الحادة أكثر من تلك المنفرجة الظاهرة، وتزعجه الأجوبة التي لا تروي عطشه لسبب واحد، لأنها لا تروي ظمأ الناس، مهنته أنه وسيط نقل المعلومات، ولا يوجد موضوع غير مهم بالنسبة للناس، لا توجد دائرة ضمن الحكومة منسية أو غير مهمة أو مؤجلة.
ليس القصد أن نهاجم أحدا هنا، بل القصد أن نبني جسورا بين المواطن والمسؤول، وهذه الجسور تحتاجها المدينة ربما أكثر من حاجتها إلى جسور الإسمنت، وكي لا نطيل، ما حدث أننا تواصلنا مع السيد مدير السياحة في دير الزور، أردنا الاستفسار عن أمور السياحة في دير الزور، أسئلة عادية كانت بحوزتنا، ما هو الجديد لديها؟ أخبار فنادق دير الزور ومرافقها السياحية؟
فاجأنا بطلبين غريبين وردين أغرب من الطلبين، أولا هو لا يعطي المعلومات لأمين تحرير الصحيفة مباشرة، وطلب محررا بلاسم المحدد، وأبلغناه أن طلبه غير ممكن لأن المحرر المرغوب قد احيل على التقاعد ولم يعد من ضمن الكادر مع الاحترام الشديد له ولمسيرته الصحفية.
عندها فاجأنا بالطلب الغريب الآخر.. يريد أن تتم مراسلته حصرا عن طريق الوزارة، أو المكتب الإعلامي في المحافظة، وهنا لا يمكن إلا أن تقفز كل أدوات الاستفهام في اللغة العربية إلى الرأس، وتومض كإشارات المرور، وأهمها على الإطلاق لماذا؟ سؤال مشروع، ما الذي يمكن أن يكون رسميا جدا إلى هذه الدرجة؟ مرة أخرى.. الأسئلة كانت عادية جدا !!
كنا معه ضدنا واتصلنا بالزميل ابراهيم الضللي مدير المكتب الإعلامي في المحافظة وزميلنا في الفرات أيضا وعلى الفور اتصل بمدير السياحة وأبلغه بضرورة التعاون مع الصحيفة، لكن التلكؤ الذي لا مبرر له عاد إلى واجهة الاستفهام وعاد واخبرنا بالتعميم الوزاري الموجود بحوزته والذي يحظر التعامل مع الإعلامي حتى ولو كان أمين تحرير صحيفة !! وعدنا للقول: أبوابنا مشرعة لتعميمك، أرسله لنا بأي وسيلة لنطلع عليه، هذا الكلام كان قبل عيد الأضحى، توقعنا أن يصل التعميم على الواتس مثلا ، أو الماسنجر أو الفاكس، وآخر احتمالاتنا بعد طول انتظار كان الحمام الزاجل، وإلى الآن لم تصل الحمامة ولا التعميم.
كي لا نطيل.. ما سبق من الكلام كان استفسارا وعتبا لا لوما ولا شكوى، هنا ذكر السيد المدير بقرار السيد رئيس مجلس الوزراء بضرورة التعامل مع الإعلاميين بشكل مباشر، وليس عن طريق المكتب الإعلامي في المحافظة ولا عن طريق الوزارة، وصدقا يهم الناس كما يهمنا أن نعرف شيئا عن أخبار السياحة في دير الزور، فهي واجهة مبهجة للحياة التي بدأت تعود بشكل متسارع وتدب في أوصال المدينة، بلد يستحق بعد كل معاناته أن ينعم بالراحة والسياحة وليس بالنياحة !!
رقم العدد:4329