مسجد عثمان بن عفان شاهد على إجرام نظام الأسد

مراسل الفرات دير الزور
لم يسلم شيء في سوريا من بطش نظام الأسد، فقد طال بتخريبه البشر والشجر والحجر ،وكأنه يريد أن يقول إنني سأترك بصمة السوء في كل ذرة من تراب سوريا قبل أن أفر هاربا.
ومن هذا المنطلق فقد نالت المساجد والجوامع ودور العبادة النصيب الأكبر والجزء الأوفر من أعمال التخريب والتدمير ولهذا الأمر سببين أولهما أنها أماكن لنشر الدين والأخلاق الحميدة والأعمال الفاضلة وهذا الأمر يتنافى مع ماتربى عليه الأسد وربى من تبعه ، وثانيها أن المساجد والجوامع كانت مراكز انطلقت منها المظاهرات المطالبة برحيل النظام في بداية الثورة .
في دير الزور كان مسجد عثمان بن عفان في حي المطار القديم نقطة تجمع للمظاهرات المناهضة للنظام، حيث شهدت ساحاته هتافات تطالب بالحرية وإسقاط النظام.
لم ينتظر النظام طويلا للنيل من هذا المسجد فبعد عدة محاولات لاقتحامه صدها الثوار ببسالة جاءت فرصة الغدر في العاشر من شهر آب عام 2011 والذي تزامن مع شهر رمضان المبارك ، خلال اجتياح قوات النظام لمدينة دير الزور، حيث تعرضت مأذنة المسجد للقصف، مما أدى إلى تدميرها بشكل جزئي .
كان مشهد قصف مئذنة المسجد ، من المشاهد التي لا تنسى في تاريخ الثورة السورية وقد حظي بتفاعل كبير على وسائل الإعلام واحرجت النظام ، حتى أن المجرم بشار الأسد تطرق لهذا الامر خلال لقاء عقده مع رجال الدين لينفي ” كاذبا” أن قواته هي من قصفت مأذنة المسجد .
و في عام 2013، وبعد سيطرة ابطال الجبش الحر على حي المطار القديم تعرض المسجد لقصف أعنف أدى إلى تدمير المئذنة بالكامل وجزء من القبة.
يُذكر أن جامع عثمان بن عفان، الذي يقف اليوم كشاهد على جرائم النظام، كان له دور مشابه للجامع العمري في درعا، حيث كان ملتقى للثوار ومنطلقًا للمظاهرات، ما جعله هدفًا لقوات النظام التي سعت إلى قمع الثورة.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار