شهداء التيم … أخبروا الله

وحدكم ترحلون بلا إثم يثقل أمتعتكم .. وحدكم معكم صك الغفران … جواز عبور بلا حدود توقفكم .

وحدكم أيها الغائبون هنا ، الحاضرون ، هناك تتلون تراتيل الكلمة بصوت لا يرتجف .

لن تُكتم أصواتكم شاهقات القصور ، ستدلون بدلوكم أنكم كنت تسعون وراء أسباب العيش ، أنكم تركتم وراءكم أما وزوجة وأختا وبنتا ، كانوا يأمنون بوجودكم .

وحدكم رحلتم وفي جوفكم ألف سؤال وسؤال …؟

وحدكم هناك ستتحدثون .. في بهو واسع لايعرف الجهات .

ستشهدون وتقسمون أن كل شيء تغير ، ستشهدون أنكم قتلتم غدراً دون ذنب .. فبأي ذنب قُتلتم …

أخبروه … كيف كنتم تخيطون البرد بأوراق شقائكم كل صباح .

عن جوع أسركم ، في زمن لهوهم.

أخبروه عن كتاب بلا كلمات وعن موسيقا بلا لحن وعن بشرية بلا إنسانية

عن إنسانية صهرتها براكين الشهوات وباتت تنام بعريها في أحضان الملذات.

أخبروه عن جلادي العصر عندما لا يأبهون بشغف الإنسانية … عن الجوع والقهر والضياع .. عن أم ثكلى وقهر الرجال وتشرد الأطفال .

وحدكم كنتم تباهرون النظرات بأنين حسرتكم في آخر لحظات غدر ألمت بكم ، فكيف كان حالكم وقتها ، تعجز الكلمات عن الكلمات والوصف عن الوصف ، بأنفاسكم المحترقة تذيبون قارعات الطرق .

نعم أخبروه … فحسبكم أنكم بلا خطايا .. وكفى به وكيلا.

خالد جمعة

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار