فاق المرسوم رقم 13 لعام 2022 والذي أصدره السيد الرئيس بخصوص إعادة إعمار الأسواق التراثية في كل من حلب وحمص ودير الزور، فاق كل التوقعات، ليصفه أصحاب الفعاليات التجارية ومواطنو تلك المدن بالمرسوم التاريخي، والكفيل بإعادة الحياة بتسارع شديد.
في المرسوم فهم عميق لمدينة دير الزور وأخواتها، فهم لجغرافيتها ووضعها الدقيق واقتصادها، فهذه المدن مثل السام واللاذقية وحماة وغيرها من المدن السورية يعتبر قلبها الأثري القديم محرك الدورة الدموية فيها من الناحية الاقتصادية، وبالتالي من بقية النواحي.
دير الزور سبقت أختيها حلب وحمص في هذا المجال فكانت البنت الصغرى المدللة، فقد بدأت إعادة تأهيل وإعمار قلبها القديم من الأسواق السبعة الأثرية وامتداداتها من أسواق دير الزور القديمة الشهيرة التي تعتبر عصب اقتصاد المدينة، ومركزها التجاري من منذ تحرير المدينة بشكل كامل من رجس الإرهاب وما خلفه من دمار.
من ينظر لخريطة دير الزور الاقتصادية والاجتماعية يرى القلب تماما في أسواقها السبعة المقبية الأثرية، فلم تكن هذه الأسواق أثرية فقط، بل القلب الاقتصادية الحقيقي حتى غزاها الإرهاب ودمرها بأمر من مشغليه لتدمير الحياة والقضاء على رفاه السوريين المتصاعد وغير المرتهن للإرادة الخارجية.
قبل الأسواق الأثرية وفور تحرير المدينة تمت ملاحظة امتداداتها من الأسواق الشهيرة وهي الشارع العام وشارع حسن الطه وشارع ستة إلا ربع وشارع سينما فؤاد وشارع الجبيلة، وهي التي كانت الأعضاء الاقتصادية الحيوية الممتدة من القلب التاريخي والأثري، وتم إصلاح شوارعها وأرصفتها وواجهات محالها، وتأهيل بنيتها التحتية من كهرباء وماء وصرف صحي، وهو تدليل خاص لدير الزور من بين كل المدن.
ثم يأتي المرسوم الرئاسي ليشملها مع أخواتها الكبيرات حلب وحمص، وقد وصفه أصحاب الفعاليات بالدلال المفرط مع ما تضمنه من إعفاءات لا مثيل لها من الرسوم وطي الضرائب المترتبة على أصحاب الفعاليات التجارية والحرفية والصناعية والسياحية، كما قدم المرسوم إعفاء من الضرائب لمدة خمس سنوات إضافة لإطلاق منظومة القروض ذات الفوائد المدعومة، كل هذا بهدف إعادة اقتصاد المدن إلى ما كان عليه في فهم عميق لدور هذه الأسواق ورؤية اقتصادية متفردة ومستقبلية.
أذا أردت أن تعرف أهمية هذه المرسوم وهذه الخطوات في إعادة إحياء القلوب الاقتصادية فانظر لما يقوله أعداء دير الزور وأعداء المدن السورية كلها، يقولون إن الأمر مستحيل فشارع ستة إلا ربع وشارع سينما فؤاد ماتا من زمان فما بالك بالأسواق الأثرية؟
كلامهم هذا سقط تحت أقدام أبطال إعادة الإعمار كما داست كلامهم القديم أرجل أبطال الجيش العربي السوري، فها هي الشوارع التي تكلموا عنها عادت تنبض بالحياة، شوارعها تم تزفيتها، صرفها الصحي وكهرباؤها وماؤها تمت استعادتها على اتم وجه، محالها تم إصلاحها، أرصفتها عادت سيرتها الأولى، وها هو العمل على الأسواق الأثرية انطلق وتم الانتهاء من مرحلتين من مراحله، وها هي أسواق دير الزور الأثرية تعود لتصل شمالها بجنوبها وشرقها بغربها وريفها بمدينتها، والأذن التي لا تصدق ما تسمع، تحتاج إلى جرها بهدوء كي ترى العين وتصدق فالمثل يقول: (الـ… لا يصدق حتى يرى).
محمد الحيجي