أشياء كثيرة تأسيسية غابت عن دير الزور منذ تأسيسها الجديد، أي منذ فك الحصار عنها عام 2017 ، وهو لم يكن حصاراً عادياً بل أحدوثة سيتلوها التاريخ دائما، ولم يكن فك الحصار عنها عادياً بل كان نصرا إلهياً على من ادعوا أن الله سبحانه وتعالى لهم دون غيرهم .
حدث أقل ما يقال عنه انه فوق التاريخي، قابله مزاج خجول في اعادة إعمار المدينة من أهلها لا من سواهم، فالموارد الحكومية والدولية تم بذلها ولكن إلى أين انتهت؟.
ربع العشر من هذه الموارد و، هو مقدار الزكاة على الفقير كان كفيلا بهمة الأيدي المخلصة أن يرفع مدينة من تحت الركام ولكن أهل المدينة أو بالتخصيص اصحاب القرار المتعاقب فيها لم يشاؤوا ذلك أو تكاسلوا عنه، فلا تزال الثغرات تظهر فيه ما بنوه وكأنهم كانوا يريدون إزالة العذر عنهم لا اكثر، فها هو صرف الصحي يتهاوى ويحدث حفرة، وها هي تمديدات الكهرباء والماء تبوء بالفشل، وها هو كابل الكهرباء يتعطل لمجرد مزنة مطر!!
نريد الكلام هنا عن الحدائق، رئات المدينة التي تزودها بالهواء و تزودها بالذاكرة و تزودها بالمنظر الجميل، كيف غفل عنها مجلس المدينة منذ خمسة أعوام ولم يزرعها بالأشجار؟ لو كان فعل هذا منذ خمس سنوات لكنا شهدنا عودة الحدائق العامرة إلى مدينتنا (حديقة الانتصار وحديقة طليطلة والحديقة المركزية وحديقة المعلمين..) وغيرها من واحات خضراء تنتشر في ربوع المدينة ينتظر ترابها ماء العون أو (الماعون) بالديري كي ينتشلها من القحط ويعيدها جزءا فخورا بجماله جزءا من تراب الفرات العذب.
خلل كبير حصل في إدارة الموارد كانت البيئة من ضحاياه الأولى، وكل ما نرجوه هنا دون الغمز والطعن إصلاح الخلل، فدير الزور واحدة من المدن التي يشهد لها بالبيئة والطبيعة قبل كل شيء، نحن هنا لا نسأل عن الاموال التي صرفت وأين صرفت، لكننا نسأل عن حصة شجر الفرات فيها وإن لم نسأل عن الشجر والبشر فعمّاذا نسأل؟ عن الحجر؟!
اسماعيل النجم