تدريس الخط العربي بين الواقع و الطموح

في الواقع لا شك أن الجميع صغارا أو كبارا لديهم الرغبة في أن تكون خطوطهم جميلة و واضحة و لا شك أن الحاجة إلى الخط الجميل من الضرورات فالخط الحسن يزيد الحق وضوحا والخط الحسن من مفاتيح الرزق هذا من جهة أما من جهة أخرى فلا أظن أن أحدا من أصحاب الخطوط المتواضعة إلا وقد تعرض إلى مواقف محرجة لا يحسد عليها إضافة إلى التعليقات الساخرة من مثل : خطك مثل خرابيش الدجاج أو مثل كراب التركتور (الجرار) وما شابه ذلك .

ومن هنا أخذت وزارة التربية – مشكورة – على عاتقها مهمة تحسين خطوط منسوبيها من المعلمين والمتعلمين فأدخلته في مناهج الطلاب ومعاهد الرسم وكليات الفنون وغيرها .

ورغم الجهود المبذولة ظلت أحجار العثرات تعرقل مسيرتها وظلت النتائج خجولة لم تؤت أكلها وذلك لأسباب كثيرة لعل أبرزها : – إلحاق منهاج الخط بكتب اللغة العربية جعله شيئا هامشيا إضافة إلى تطفل المعلمين عليه لصالح الفروع الأخرى للمادة08.

– عدم قدرة أغلب المعلمين على تدريسه ففاقد الشيء لا يعطيه الأمر الذي جعله محطة استراحة أو تحصيل حاصل .

– عدم اهتمام الأهل به أو عدم مقدرتهم على التعامل معه فضلا عن غياب الدورات الخاصة التي يمكن أن تأتي بنتائج نافعة .

– أما في الطموح فإننا نأمل أن يحصل الخط على الاستقلالية فتفرد له الوزارة كراسا خاصا وحصة مستقلة و أن يكلف بتدريسه المتمكنون منه بغض النظر عن اختصاصاتهم . – أن تعمم وزارة التربية على منسوبيها ضرورة الاهتمام به وبذل أقصى الجهود الممكنة من أجله.

– أن تتبنى وزارة التربية والمراكز الثقافية إقامة دورات خاصة في الخط للمعلمين والطلاب تكون مجانية أو بأسعار رمزية .

وبعد كل هذا الكلام لا بد أن نجد من يقول إن الخط موهبة …لكن الحقيقة الخط علم وموهبة والموهبة تزيده ألقا لكن غيابها لا يحول دون تعلمه وفي الختام نأمل من المعنيين تفعيل مادة الخط العربي لأنه من الفنون الراقية فهذا بيكاسو الفنان العالمي الشهير يقولها بالفم الملآن :(( ما توصلت إلى شيء من أمور الفن إلا وجدت أن الخط العربي قد سبقني إليه )) .

حميد النجم

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار