مشكلات مرحلة المراهقة وعلاجها

تعج فترة المراهقة بالكثير من الأحداث التي تكون متسارعة في حياة الفرد جسدياً ونفسياً وسلوكياً، وهي مرحلة محفوفة بالمخاطر والمخاوف ويسعر الأهل لتجنب السلبيات فيها. في هذا المقال سنعرض أبرز المشاكل التي تظهر بمرحلة المراهقة بالنسبة للفتيات والأولاد وطرق علاجها من قبل الأهل.

قد تكمن مشاكل مرحلة المراهقة في أمور تبدو طبيعية وبسيطة مثل :

التغيرات الجسدية لدى الأولاد والفتيات والتي قد تبدو مفاجئة لهم أحياناً. التغيرات والمشاكل العاطفية إذ يميل المراهقون إلى الشعور بالعاطفة المفرطة كما يمكن لأي شيء أن يجعلهم سعداء أو متحمسين أو غاضبين. المراهقة هي السن الذي تظهر فيه المشاعر الجنسية عند الصغار، حيث يمكن للأفكار المتعلقة بالجنس أن تثير لدى المراهقين الشعور بالذنب. التغيرات السلوكية التي يمكن أن تظهر بشكل تمرد غير مرغوب به أحياناً. تعاطي المخدرات: المراهقون ضعفاء ويمكن أن يتحولوا بسهولة إلى الجانب الخطأ، حيث يعد تعاطي المخدرات أحد أكبر المشكلات تواجه آباء المراهقين، ويعد ضغط الأقران أحد العوامل المهمة التي تدفع المراهقين إلى التدخين والشرب أو تعاطي المخدرات. تحديات تعليمية: قد يكون الضغط من أجل الأداء الأكاديمي إن كان من قبل الأهل أو المدرسة أمراً مرهقاً يجعل المراهق مزاجياً. مشاكل صحية مرتبطة بالتغيرات الجسدية. مشاكل نفسية مرتبطة بالهرمونات وغيرها. العدوانية والعنف التي قد تصيب المراهقين نتيجة عدم رضاهم عن واقعهم ورغبتهم في الاستقلال والتفرد.

مشكلات مرحلة المراهقة المبكرة:

يمكن تلخيصها ببعض العلامات :

تصبح المراهقات أكثر عرضة للبكاء. تصبح تقلبات المزاج شائعة بين الفتيان والفتيات في سن المراهقة. التغييرات الجسدية التي تحدث للأولاد والفتيات في المراهقة المبكرة تؤدي إلى تشكل الوعي بالذات لديهم قبل أوانهم. قد يشعر الأطفال الذين بلغوا سن البلوغ مبكراً بالغرابة ما يشكل لديهم أسباباً للاضطراب النفسي. يمكن أن تظهر لدى المراهق مشاعر الدونية أو التفوق في مرحلة المراهقة المبكرة.

يواجه الأطفال في مرحلة المراهقة بعض المشاكل السلوكية كما يلي :

يمكن أن تؤدي المشاعر المفرطة التي يمر بها المراهق إلى السلوك الاندفاعي الذي يمكن أن يكون ضاراً للمراهق والآخرين من حوله. المراهقة هي الوقت الذي يطور فيه الأطفال استقلاليتهم ويمارسونها، ما قد يجعلهم يشككون في قواعد الوالدين يدافعون عما يعتقدون أنه صحيح، وهذا يُنظر إليه على أنه عناد. يؤدي التغيير النمائي الكبير في الدماغ إلى تقلب المزاج لدى المراهقين والتعب ما يجعل التعامل معهم صعباً. يمكن للهرمونات النشطة لدى الأولاد المراهقين أن تدفعهم إلى الدخول في مواجهات جسدية فيميلون أحياناً للعنف أو العراك. قد يرغب المراهقون في تجربة أشياء جديدة والمجازفة ما يؤدي إلى سلوك غير مبالٍ فيوصف المراهق بأنه مستهتر. يمكن أن يؤدي ضغط الأقران إلى جعلهم يتصرفون بطريقة معينة أو تطوير عادات معينة يصعب التخلص منها. قد يرغب المراهق بتغيير تسريحة شعره ومواكبة الموضة بطريقة مبالغ فيها أحياناً قد لا يوافق عليها الأهل. قد يلجأ المراهقون إلى الكذب لتجنب المواجهة مع الوالدين أو بدافع الخوف.

من المشاكل النفسية التي يتعرض لها المراهقون  :

قد يعاني المراهقون من مشاكل احترام الذات أو عدم الثقة التي تسبب مشاعر الدونية لديهم. يمكن أن يعاني المراهقون من عدم تقبل شخصياتهم وأجسادهم إذا قارنوا أنفسهم بأترابهم. الاكتئاب: وهو أحد المشاكل النفسية الشائعة المرتبطة بالمراهقة. يمكن أن يؤدي الضغط الذي يتعرض له المراهقون إلى مشاكل متعلقة بالقلق بينما يمكن أن تؤدي تقلبات المزاج إلى اضطراب السلوك أو اضطراب العناد. يمكن أن يصاب المراهقون باضطرابات الأكل التي تعتبر نفسية جسدية نتيجة عدم الرضا عن الشكل.

من أخطر المشاكل التي يمكن أن يتعرض لها المراهقون هي الاكتئاب :

الاكتئاب هو أحد الأسباب الرئيسية للمرض والعجز بين المراهقين وقد يؤدي أحياناً إلى الانتحار إذا تفاقم. يمكن أن يؤدي العنف والفقر والإذلال والشعور بالتقليل من القيمة إلى زيادة خطر الإصابة بمشاكل الصحة العقلية والنفسية ومنها الاكتئاب. في المقابل يمكن أن يساعد بناء المهارات الحياتية لدى الأطفال والمراهقين وتزويدهم بالدعم النفسي والاجتماعي في المدارس والأماكن المجتمعية الأخرى في تعزيز الصحة العقلية الجيدة وتلافي حالات الاكتئاب التي قد تحدث. في حال تعرض المراهق للاكتئاب يجب على الأهل عرضه على اختصاصي نفسي حتى لا تصل الحالة على مضاعفات يمكن أن تؤدي لنتائج غير مرغوبة وتؤثر على صحة المراهق الجسدية ايضاً. قد تكون البيئة المحية أو بعض تصرفات الوالدين وتعامل الأقران من الأمور التي يمكن أن تسبب الاكتئاب لدى المراهقين.

هناك أكثر من مشكلة صحية قد تواجه المراهقين كما يلي :

المراهقون ضعفاء عاطفيا وجسدياً، وبدون التغذية السليمة والرعاية الصحية يكونون عرضة للأمراض، وبحسب تقرير منظمة الصحة العالمية لعام 2015 فقد وفي 1.3 مليون مراهق في عام 2015، معظمهم كانوا يعانون من أمراض يمكن الوقاية منها. المراهقون لديهم جدول زمني متسارع حيث يقفزون من نشاط إلى آخر مع تخصيص وقت قصير لتناول الطعام أو الراحة المطلوبة. عادات الأكل غير الصحية قد تمنع المراهقين من الحصول على التغذية التي يحتاجونها. يمكن أن يؤدي إدراكهم ووعيهم بأجسامهم إلى اضطرابات الأكل، خاصة عند الفتيات المراهقات اللاتي يقلقن من وزنهن ومظهرهن حيث يمكن أن يصبن باضطرابات مثل فقدان الشهية أو الشره المرضي. يمكن أن يؤدي الإجهاد إلى فقدان الشهية والأرق عند الأطفال الصغار. يمكن أن تؤدي عادات الأكل غير الصحية ونمط الحياة الأقل نشاطاً إلى السمنة وخاصة عندما يستهلك طفلك الكثير من السعرات الحرارية الفارغة من خلال الوجبات السريعة والمشروبات الغازية.

يمكن للوالدين المساهمة في علاج مشاكل المراهقة لدى أولادهم كما يلي :

ساعد طفلك على توقع التغييرات في جسده، عرفه على سن البلوغ واشرح له ما هو قادم عليه، وطمئنه إلى أن التغيرات الجسدية والنشاط الجنسي الناشئ جزء من التطور الطبيعي والصحي. اترك مساحة للأسئلة واسمح للأطفال بطرحها كما يريدون وإن دعت الحاجة يمكنك استشارة طبيب أو استشاري نفسي. يمكن إجراء محادثات مبكرة مع طفلك حول مواضيع مهمة، مع الحفاظ على التواصل المفتوح حول العلاقات الصحية. أجب عن أسئلة طفلك المتعلقة بالجنس والنشاط الجنسي. اجعل المحادثات مع طفلك إيجابية وبناءة وأثنِ على طفلك خلال النقاش لتحفيزه على الكلام. ادعم ابنك المراهق نفسياً وساعده على الشعور بالثقة بنفسه، وحاول أن تكون توقعاتك منه غير ضاغطة عليه نفسياً. اجعله يتولى المسؤولية أو يشاركك بها فيشعر بأنه يمكن الاعتماد عليه وأنه ذو فائدة وله دور في مجتمعه ووسطه، وأن له رأي مؤثر. ناقش مع ابنك السلوكيات المحفوفة بالمخاطر مثل النشاط الجنسي وتعاطي المخدرات وعواقبها، وحاول أن تكون قدوة إيجابية له. ساعد ابنك عل الاستقلال الإيجابي والسليم وشجعه على اتخاذ القرارات بالشكل الصحيح.

رقم العدد: 4713

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار