عن كوكبٍ آخر أتحدث … !

عثمان الخلف

تراجيديا المشهد الإعلامي تتزاحم حلقاتها في مسلسل هندي تمتد مشاهده لحلقات تنسى فيها ومعها البدايات ،

منذ عام كانت ملامستنا للفوضى الجارية التي جعلت ( حبابة ) تحمل حقيبتها ممهورة بشارة الصحافة والحال يقول : ( مافي حدا أحسن من حدا .. الشغل موعيب !)

مشهدٌ ضاعت فيه ( الطاسة ) ولا أظننا سنجدها طالما الحبل متروك على غاربه ليفرز حالات تستغل مهنة باتت دون سواها مٌشرّعة الأبواب لكل من هب ودب ، فلا هي حسب قاموسهم طبٌ ولا هي صيدلة أو هندسة أو أو .. هي فقط أحرفٌ تلدُ كلمات فأسطراً حتى وإن ملأتها الأخطاء الإملائية من أعلى الرأس إلى أخمص القدمين أو كانت الركاكة فيها لدرجة حاجتك لخبراء في فك الشيفرات والطلاسم .

قد تهضم واقع بعض صفحات الفيس وخرائط تسمياتها المتشابكة بين الوطني أو مُسمى التقاط السبق ، وبالخصوص منها مايلجُ الشأن العام ، لكنها تبقى واقعاً صفحات شخصية في غالبها ، لا منصّات إعلامية تُوثِق فتُخبر ، فهي لا تستهلك سوى ( بوست ) ومضة وصلى الله وبارك ، تخطها يدٌ أو شُركاء مع صور مختطفة .

هذا جزءٌ يسير مما يجري ، لكن العدوان الأكبر يكون عندما يُمارس موظفاً على رأس عمله البعيد عن مهنته الأساسية مهمة صحفية ، أي يدخل جهات عامة حكومية أو خاصة أو ينشر عن مختلف شؤون المجتمع في صحيفة أو موقع صحفي الكتروني والطامة عندما تكون صفحة ( فيس بوك ) دون أن يسأله أحد عمن خوله ذلك ؟ .. ودون أن يسأله أحد عن عمله الصحفي الطارىء متى يُمارسه.. أثناء دوامه في عمله الأصلي أم أثناء عمله الصحفي الذي كلف به نفسه أو كلفته به جهة ما أو شخص ما ؟!

كلنا يعلم أن مايجري من ضياع في المشهد الإعلامي هو وليد الأزمة التي جعلت غالبية الناس لايُفرقّون بين صفحة ( الفيس ) والوسيلة الإعلامية التي تعتمد معايير مهنية وأخلاقية في النشر ، بين ابن الكار الذي يجهد ليقدم شيئاً فيه النفع عند تناوله مختلف جوانب حياتنا.. إن في الاقتصاد أو الاجتماع أو الثقافة، وبالمجمل همومنا وشجوننا وآمالنا ، وبين من وجدها فرصة استفادة ما في وسط باتت مشاكل الناس تشغلهم عن الفرز بين المادة الصحفية بمعاييرها المعروفة و ( البوست ) ، كما تشغلهم عن هوية هذا الطارئ وخلفيته وحقيقة حاله.

الصنف الطارئ عندما يعد قريباً أو قريبة، صديقاً أو صديقة بأن ( يزبط دوامهم) ماعليه سوى أن يتوجه لهدفه أو يكلف أحداً بالتقاط صور عن خللٍ هنا أو خللٍ هناك ثم يكون الابتزاز والمساومة أو النشر .. والغائب وسط المعادلة كيف أقحم نفسه أو أُقحِمَ في هذا المعترك دون السؤال عن ماهية عمله وعلاقته بالصحافة

ليس جديداً الحديث بهذا الوضع ، كما تضخمّه الذي يزداد بشكلٍ مؤذٍ لمهنةٍ ركبها عنوة أناسٌ أساءوا لها رغم ضيق حارتنا ، لذا نحتاج فلاشاً قوياً كي يرحل الزبد بعيداً … العافية كما يُقال ( تداريج ) نتمنى أن تطال صاحبة الجلالة قريباً أو إننا سنبقى رهن خربطات ( حبابة ) … عن كوكبٍ آخر أتحدث !!

رقم العدد:4494

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار