عثمان الخلف
وقائع الميدان أكدت وتؤكد باستمرار أن قرار الدولة السورية لم يتغير ولن يتغير فيما خص استعادة جغرافية الوطن التي استلبها الإرهاب المحمول دولياً .
حجم الاستهداف والمعاناة الناجمة أغرقا كثيراً من السوريين في الداخل والخارج بسيناريوهات تقاسم المصالح دولياً عبر اقتطاع جزءٍ من الجغرافيا السورية لهذا الطرف أو ذاك ، سيناريوهات كانت تُرددْ في أحاديث هنا وهناك ، تتساوق و ” بروبوغندا ” إعلامية خبيثة وموجّهة لاستهداف نفسية المواطن السوري عبر خلق هذه التخيلات ، قيل ذلك حول الجنوب السوري ، وقبله بكذبة ( سورية المفيدة ) يوم كان الشرق والشمال الشرقي خارج السيطرة ، وقُبيل فك الحصار وتحرير دير الزور برزت (سيمفونية ) أن مناطق الشامية ستكون للدولة السورية ، فيما مناطق الجزيرة لأمريكا .. من منا لا يتذكر هذه الترهات؟!
الحرب النفسية وزعزعة ثقة السوريين بقيادتهم وجيشهم كانت جارية وبشكل منظم لخلق الهزيمة الافتراضية وبالتالي ضرب حقيقة الوجود السوري جغرافياً ومجتمعياً ، حجم المعاناة والألم أوجدا بيئة – وإن كانت محدودة – تُصدّق مثل هكذا تهيؤات أو أماني خارجية المنشأ ، هنا كانت ( دبلوماسية الثلج والنار ) التي يُتقنها العقل السياسي السوري كمُخرجات فعل مؤثر اشتغلت بإتقان في الداخل بتعزيز صمود السوريين اقتصادياً بالتوازي والمواجهة الميدانية العسكرية ومعها ترتيب المشهد الدولي الموائم لها بالتعاون مع الدول الحليفة، وصولاً للتحرير بطريقة القضم التدريجي واستعادة المزيد من الأراضي التي احتلها الإرهاب الممول والمدعوم .
لم يكن التعاطي من قبل الدولة مع الهجمة الإرهابية الدولية في حقيقتها قراراً .. بل هو مصير ، مصير سورية بكلها في وجه الاستهداف الذي كان يسعى للتفتيت وصوغ سورية أرضاً وقيادة وشعباً وفقاً للمنظور الأمريكي الساعي للهيمنة ، من هنا كان ولايزال العمل جارٍ لاستعادة كل شبرٍ خارج سيطرة الدولة السورية ، من حمص فريف دمشق والجنوب السوري وحمص وريف حماة الشمالي وحلب فالبادية ودير الزور ، وصولاً لأرياف حلب وإدلب .
لهذا كنا نقول ولا نزال : واهمٌ من يعتقد ببقاء سيناريو الفوضى يقتات على آلامنا ، وواهمٌ من يرى أو لم يُسعفه عقله للوصول إلى حقيقة أن سورية لن تكون إلا كما كانت بجهاتها الأربع ، وهذا مايحتاج من أهلنا في الشرق الديري المُستلب من ميليشيا ” قسد ” المُنحلّة وبقايا الإرهاب الذي يعيش تحت العباءة الأمريكية، يحتاج ضرورة إعلاء الصوت وأخذ الموقف العملي الذي يأخذ بأيديهم نحو الخلاص من الوضع التدميري الذي يعيشونه ، لاصفة للوجود الأمريكي هناك سوى أنه احتلال ، ولا صفة في أي قاموس لمن يعمل ويُنفِذ أجندات المحتل التي تؤذي وطنه غير الخيانة ، أدوات الفعل ضد الاحتلال متوفرة ، تبدأ بالمدني وصولاً للعسكري المسلح … كل مايُسّوق لكم أمريكياً ليس سوى أقاويل للاستثمار بكم حطباً لمشاريع متوحشة لا ناقة لكم بها ولا جمل .
تجربة استلاب الإرهابيين فالانفصاليين والاحتلال أورثت أجيالاً بلا تعليم ، أمراضاً وأوبئة، فوضى قتل واغتيالات، خطف وسرقة ، دمار في العمران والأنفس ، لن يصنع السكوت أماناً ولن يوقف فوضى أو يُنهي جهلاً ، بل بالمواجهة الشعبية الشاملة ، كما عينٌ شمالاً وغربا كذلك العينٌ شرقا !!
رقم العدد:4484