الفتوة … يمرض لكنه لايموت

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
إبراهيم الضللي
حينما تنهمر دموع من يحب  الكيان الذي ينتمي اليه بسبب خسارة متوقعة  فان ذلك اصدق تعبير عن حجم الصدق والعشق ومن ينتمي لنادي يشكل  كيانا رياضيا بحجم الفتوة فان ذلك مصدر فخر واعتزاز حتى وان كان هذا الكيان يعاني من تخبط سببته ظروف عديدة .
دموع جماهير الفتوة ومدرب الفريق إسماعيل السهو  اليوم عقب خسارتهم امام الاتحاد وجهت رسائل كبيرة بمضمونها .
نعم بلغة المنطق لم يكن الفوز وارد في حسابات الكثير من عشاق الفتوة نظرا لفارق الإمكانيات والتحضير والطموح … وحتى التاريخ الذي يشهد ان الاتحاد يشكل مايشبه العقدة للفتوة الذي لم يتذوق طعم الفوز في مواجهاته مع الاتحاد في بطولة الدوري منذ نحو 20 عاما وتحديدا منذ بداية العام 2000 التي سجلت اخر فوز للفتوة على الاتحاد بهدف محمود حبش ومابعدها وحتى ماقبلها كثيرا ماتعرض الفتوة لهزائم ثقيلة امام الفريق الأحمروعلى الهامش نقول ان الفوز الذي حققه الفتوة في مسابقة الكأس الموسم الماضي كان لظرف استثنائي كان يمر به الاتحاد وهنا لا اريد من التقليل من حجم ذاك الفوز لانني ادرك ان هناك من “سينط ” ويتهمني بما لا اقصده لكن الواقع ان الاتحاد يسبقنا بفوارق كبيرة ومن هنا فان وقع الخسارة امامه ليس قاسيا كخسارة لكن القسوة تكمن في ثقل النتيجة وفي الأداء المخيب والروح المفقودة والهوية الضائعة لفريق الفتوة ليس في هذه المباراة وحسب بل منذ بداية الموسم وتحدثنا عن هذا الامر اكثر من مرة فبعيدا عن الحصيلة الضئيلة للفريق على الصعيد الرقمي الذي يتلخص بفوز في المباراة الافتتاحية تبعه بتعادلين مع الجزيرة المنهك ومن ثم الشرطة الذي يشبهنا الى حد كبير وبحصيلة تهديفية وصلت الى 3 اهداف  مقابل 11 هدفا تلقتها شباكه مع كم وافر من البطاقات الملونة تزامن ذلك مع أداء لايرتقي لمستوى الطموح ولايحمل اية صفة من صفات الفتوة .
كل ذلك ولد لدى  محبي وجماهير النادي  حالة من السخط والامتعاض وصلت لدى البعض الى حد التهجم والتهكم وهنا لابد من القول ان البعض تغلب عاطفته على عقله ولاسيما لدى الشباب من محبي النادي الذين انهالوا هجوما على اللاعبين والمدربين والإدارة عبر صفحات التواصل الاجتماعي وان كان هذا الامر غير مبرر الا انه ردة فعل طبيعية لجماهير عاشقة تمني النفس ان يكون فريقها في افضل حالاته وهي موجة عاطفية ندرك انها ستتلاشى عند تحقيق اول نتيجة إيجابية … لكن متى وكيف تتحقق هذه النتيجة الإيجابية ؟
قبل الخوض في هذا الامر لابد من القول ان النادي لايمر ظروف مالية او إدارية مناسبة ولو بحدها الأدنى وان من يتصدى للعمل لابد وان نوجه له الشكر فظروف النادي يعلمها القاصي والداني ولا نبرأ ساحة الإدارة لكن من الحق والمنطق ان نقول انها تعمل بظروف صعبة في ظل غياب واردات مالية وبعيدا عن الأرض الاصلية وان كانت بعض قراراتها  خاطئة  فانه فبالمقابل خياراتها ضئيلة والجود على قد الموجود ومن وجهة نظر شخصية فهي عملت مابوسعها ” حتى الان ” على صعيد تأمين احتياجات الفريق وحتى على صعيد تغيير الجهاز الفني للمدرب حسان إبراهيم وان كان البعض يعتبر انها أخطأت في ابعاد الكابتن همام حمزاوي قبيل انطلاقة الدوري فهو خيار اتخذته وليس من المجدي الان مناقشته والفريق يخوض غمار الدوري .
وبالنسبة للجهاز الفني الذي تم اسناد المهمة له قبيل مباراة الاتحاد فانه غير مسؤول اطلاقا عن الخسارة وارى انه الأنسب في الوقت الحاضر لمتابعة المهمة على الأقل لنهاية مرحلة الذهاب مع الإشارة الى ان الخيارات الفنية على صعيد اللاعبين محدودة وضيقة وان كان هناك من يتحمل المسؤولية فهو من اختار اللاعبين ومراكزهم .
الفتوة اليوم يفتقد للهوية الفنية وهذا الامر قلناه مرارا وتكرارا ولايوجد لديه طابع فني يمكنه من تحقيق اية علامة فارقة وامام هذا الحال لابد من التعويل على الجانب المعنوي للخروج من عنق الزجاجة وهذا الامر يحتاج لعدة أمور يأتي على رأسها ان الجميع ينبغي ان يدرك ان الطموح الأكبر والوحيد هو البقاء في دوري الأضواء والخروج بأقل الخسائر لتأتي  مسألة نبذ كل الخلافات وتجاوز كل المهاترات ” وان كان هذا الامر صعبا ” في ظل العقلية التي يتعامل بها الكثير من المعنيين والجماهير لابد من نسيان مافات مع انه مؤلم وخلق حالة من التآلف ولملمة الصفوف سريعا وتحديدا قبل مواجهة جبلة يوم الثلاثاء القادم لان هذه المواجهة من وجهة نظري تساوي نصف البقاء في الدوري الذي افرزت ملامحه تقسيم فرقه  الى ثلاثة طوابق  طايق المتنافسين  على  اللقب  ( الوثبة – تشرين – حطين – الاتحاد ) وطابق وسط اللائحة ( الوحدة – الجيش – الطليعة – النواعير- الكرامة  ) وطابق المهددين بالهبوط ( الفتوة – الشرطة – الساحل – جبلة – الجزيرة )  فعلينا التركيز على مبارياتنا مع الفرق المتصارعة معنا في الطابق الثالث وقد لعبنا مع ثلاثة منها وبقيت مباراة جبلة .
و إيقاف مهزلة ” الفيسبوك ” عبر الابتعاد عن المنشورات غير المجدية والضارة على مواقع التواصل الاجتماعي  والتي ساهمت بخلق حالة سلبية حتى في المنشورات التي يظن البعض انها إيجابية مثل ” لاتحاكيني متصدر بعد مباراة الساحل … وانتم قدها يارجال … وناطرين الهاتريك  وغيها قبل مباراة الاتحاد ” و ادخال اللاعبين في مايشبه المعسكر المغلق  ومنعهم  خلال الأيام القادمة ولغاية مباراة جبلة من التعاطي مع الفيسبوك الذي اثار الكثير من اللغط في الآونة الأخيرة والتركيز على المباراة فقط التي تحتاج لتحضير ذهني ونفسي ومعنوي وبعدها لكل حادث حديث … وكلنا ثقة ان الفتوة يمرض لكنه لايموت فالكيان الذي تنهمر دموع أبنائه وعشاقه فرحا وحزنا على نتائجه جدير بالبقاء والعودة .
 

رقم العدد:4420

 
 
 
mohammadganama@gmail.com” data-hovercard-id=”mohammadganama@gmail.com” class=”ajn bofPge”>  
قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار