مأمون العويد
لا يختلف إثنان من العقلاء على أن الظروف التي مرت والمت بمحافظة ديرالزور خلال السنوات الماضية،من عمر الأزمة ، أفرزت كثيرا من الجوانب السلبية وألقت بظلالها على مختلف القطاعات والمجالات، وتسببت في كثير من النواحي السلبية وبالتالي هجرة أصحاب الخبرة والدراية ، ليتقلد بعض الأشخاص مناصب كانت حلما صعب المنال بالنسبة إليهم. هؤلاء وجدوا حولهم من يؤدي لهم خدمات مجانية ويطبل ويزمر ويؤكدون لهم أن البصرة ستخرب بدونهم، وأن هذا المكان والمنصب لاقيمة له دونهم كما يقال( حفر وتنزيل ).
في المقابل جلوس ذلك البطل خلف مكتب راقي مع وجود راوتر وختم يحسب أنه ملك الدنيا ،وأن الأمور سوف تسير كما يريد ويشتهي ،غير مدرك أن المنصب مسؤولية جسيمة وأمانة ، تتطلب منه أن يفكر ألف مرة قبل أن يصدر أي أمر يتعلق بالمنصب الذي منه يدير شؤون القطاع والمنظمة التي تشرف بتولي قيادة العمل فيها.
قسم من هؤلاء يدرك في حقيقة نفسه أن المنصب أكبر منه ، والآخر يقول ما أحد أحسن من أحد ،كل هذا ينعكس على العمل الذي يقوده ذلك الشخص وقد تكون نتائجه سلبية على اعتبار أن القيادة فن ودراية بأحوال وأوضاع العاملين في ذلك القطاع والمنظمة والدائرة التي تسلق عليها بعض هؤلاء الذين خدمتهم الظروف التي مرت على البلد .
بكل تأكيد قادمات الأيام ستعيد الأمور إلى نصابها ويخرج هؤلاء وهذا أمر طبيعي لأن دورة الحياة تقول من جاء بطرق وظروف غير عادية وهو بالأساس ليس كفء للمكان الذي جلس عليه سيعود من حيث أتى.
رقم العدد:4391