محمد الرحمو
تنتشر اللاشمانيا بشكل ملحوظ وبخاصة في قرى الريف الشرقي المحرر بدير الزور معظمها في قرى محكان وصبيخان ودبلان الأمر الذي يستدعي الوقوف عند الموضوع و احتوائه وخاصة ونحن مقبلون على فصل الصيف حيث تنتشر الحشرات الضارة ومنها ذبابة الرمل الناقل للمرض كذلك القضاء على جرذي الحقل الذي ينتشر بشكل كبير وهو الخزان الثاني للمرض والقضاء عليه يتطلب الإسراع بتشغيل الجمعيات الفلاحية ومساعدة المزارعين بزراعة أراضيهم.
حول هذا الموضوع ” الفرات ” التقت مدير صحة دير الزور الدكتور بشار الشعيبي للتعريف بداء اللاشمانيا بشكل علمي والدواء وطرق الوقاية ودور الصحة من خلال مراكزها المنتشرة في الريف في احتوائه ثم القضاء عليه .
حول تعريف داء اللاشمانيا أفاد مدير الصحة بأنه مرض جلدي عرف منذ القديم بأسماء عديدة منها ( حبة حلب _ حبة الضمير _ حبة الشرق _ حبة السنة ) يصيب المناطق المكشوفة من جسم الإنسان في كافة الأعمار وفي السنوات الأخيرة أخذت مسميات أخرى ( حبة الزور _ حبة الفرات ) انتشارها في المناطق الشرقية وبخاصة في المناطق التي تقع خارج سيطرة الدولة السورية .
_ وعن العامل المسبب لها قال الدكتور الشعيبي بأن طفلي اللاشمانيا ينتقل للإنسان عن طريق ذبابة الرمل وهي عبارة عن حشرة صغيرة الحجم لونها أصفر تنتقل عن طريق القفز دون صوت لذا يطلق عليها ( السويكتة) لدغتها مؤلمة تتواجد في غرف النوم و الجلوس وأماكن الماشية و شقوق جحور القوارض ،تتغذى على دم الإنسان لإكمال دورتها التكاثرية وتضع بيوضها على القمامة المنزلية المتراكمة والصرف الصحي المكشوف وروث الحيوانات .
أما الخازن لداء اللاشمانيا بين أن الخازن لهذا الداء هو الإنسان المصاب _ جرذي الحقل _ الكلاب الشاردة ، تنتقل العدوى حسب الشعيبي عن طريق ذبابة الرمل إلى الإنسان السليم و يبدأ عملها من الغروب وحتى الفجر هي فترة نشاط الذبابة صيفا بسب ارتفاع درجات الحرارة .
_ وعن فترة الحضانة وأشكالها اشار مدير الصحة بأن فترة الحضانة تبدأ من بلوغ الحشرة ودخول الطفيلي للجلد وتنتهي بظهور الإصابة ، وتمتد هذه الفترة من عدة أسابيع لعدة أشهر والشكل الموجود في محافظة دير الزور هو الشكل الرطب (ماجور ) يتواجد في المناطق الريفية شبه الصحراوية (الضمير والقلمون و تدمر ودير الزور والحسكة ).
_ أما طرق العلاج وأساليب الوقاية فأوضح الدكتور الشعيبي بأن مديرية الصحة بدير الزور وعبر مراكزها الصحية المنتشرة تقوم بتقديم العلاج المجاني وهو متوفر بشكل دائم ومستمر علماً بأن الأدوية المنتشرة في الصيدليات العامة غير معروفة المصدر وأن العلاج بالطرق الشعبية هو خاطئ يؤدي إلى تأخر الشفاء و ازدياد حجم الحبة مما يسبب تشوه دائم للمريض أما أساليب الوقاية فهي الالتزام بمواعيد العلاج للمصاب مع تعقيم مكان الإصابة وتغطيته بضماد معقم و تقديم الإرشادات حين مراجعة المصاب للمراكز الصحية ، وهي النوم تحت ( ناموسية ) ناعمة الثقوب وعدم السهر والنوم في العراء كذلك تركيب المناخل للأبواب و الشبابيك ، ورش المبيدات الحشرية المنزلية ، و استخدام المنفرات الحشرية المختلفة (كهربائية _أقراص _ مراهم) إضافة إلى وضع القمامة و النفايات المنزلية بأكياس محكمة الإغلاق ، وعدم تركها مفتوحة ومعالجة روث الحيوانات و ترحيله عن الأماكن السكنية .
وأخيرا وليس آخرا فإن اللاشمانيا داء بيئي قبل أن يكون صحي و إحتوائه والقضاء عليه يتطلب تظافر جهود الجميع وبشكل خاص المجلس البلدي الذي يطلب منه ترحيل القمامة والنفايات بشكل علمي ومدروس ودائم ،والدور الثاني هو لمديرية الزراعة ، وتفعيل دورها في رش المبيدات الحشرية في الأراضي الزراعية للقضاء على جرذي الحقل الخازن للمرض كذلك الإسراع في تشغيل الجمعيات الفلاحية لزراعة الأراضي التي تساعد في القضاء عليه هذه الأمور مجتمعة يضاف إليها الدور الأهم ، وهو الأهالي القاطنين الذين يترتب عليهم الدور الأكبر وهو الإلتزام بوضع القمامة بأكياس محكمة الإغلاق وعدم رميها بالشارع .
و الأهم القيام بحملات توعية بهذا المرض وإرشاد الأهالي وهذا دور مديرية الصحة بديرالزور .
رقم العدد: 4212